وقوله عز وجل سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك
ومن ذلك قوله عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان وإنما معناه وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به إلا قليلا إلى قوله لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك
وكذلك قوله وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم يكن بينكم
وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما فهذا مقدم ومؤخر وإنما معناه ولئن أصابتكم مصيبة ليقولن قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا كأن لم تكن بينكم وبينه مودة حين قال هذا القول ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما
وكذلك قوله إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم قال هو أعلم بالله عز وجل من أن يبدأ باسم سليمان قبل اسم الله عز وجل وإنما معناه الكتاب جاءني من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فأخبرت ممن الكتاب وأن أول صدر الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم بدأ باسم الله عز وجل قبل اسمه وقد كان النبي عليه السلام أولا يكتب باسمك اللهم فلما نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب النبي عليه السلام بعد ذلك فبدأ باسم الله عز وجل فدل بذلك أنه اتبع ما أخبر الله عن سليمان فهذا دليل قوله
إنه من سليمان وإنه مقدم ومؤخر لأن الله عز وجل يقول لنبيه عليه السلام فبهداهم اقتده
ولم تزل كتب الأئمة العدول وعلماء الأمة إلى عصرنا هذا يبدأ باسم الله أول كتبهم
وكذلك قوله عز وجل لهم غرف من فوقها غرف مبنية مقدم ومؤخر وإنما معناه لهم غرف مبنية من فوقها غرف وكذلك فسرها أهل التفسير


الصفحة التالية
Icon