وكذلك قوله محمد رسول الله ولا جائز محمد ورسول الله فيكونا اثنين
ولا يجوز الفصل فيما لا يتم إلا بالوصل ولا يجوز الوصل فيما لا يتم معناه إلا بالفصل فيمن لم يجهر بذلك
فمن الفصل والوصل ما لو وصل المفصول كان في ظاهر تلاوته كفرا وكذلك إن فصل الموصول كان في ظاهر تلاوته من كتاب الله عز وجل كفرا فهو الموصول الذي لا يجوز قطعه ومن قطعه كان كافرا كقوله لا إله ويقف نفيا لله تبارك وتعالى ولو لم يقف
واستأنف كلاما ليس بموصل كان كافرا أيضا لو قال لا إله واستغفر لذنبك كان قد جحد الله جل وعز
وكذلك قوله يأمر فاعلم أنه لا إله ولم يصلها إلا الله فهي كلمة أولها نفي لكل إله فإذا وصلها بقوله إلا الله كان توحيدا لله وحده بنفي كل معبود دونه
وكذلك قوله تعالى قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله كان علم الغيب منتفيا عن سوى الله موصوفا به وحده
وكذلك قوله عز من قائل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها وكذلك قوله إن الله لا يستحيي حتى يصلها بقوله أن يضرب مثلا ما بعوضة
وكذلك قوله والله لا يستحيي حتى يصلها من الحق
وكذلك قوله إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول
له لم يجز أيضا قطعه إذا لم يبين ما يقول للشيء فقال كن ثم وصلها فقال فيكون ثم استأنف فقال والذين هاجروا
وأما ما قطع الله تبارك وتعالى المعنى بالقول فلم يصله بمعنى ثان فيكون معناهما واحدا مما قطع الأول ١٣٢ وإن وصله بغيره بتمام معنى الأول واستأنف قوله ثانيا وصله بمعنى ثان مستقبل ليفرق به بين المعنيين فيه ما يكون كفرا لأن يذم به حتى يقطعه ولا يصله كقوله تعالى للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء فهذا كلام تام معناه لو وصله فقال و الله ثم قطع كان كافرا حتى يصله بقوله ولله المثل الأعلى ولكن يتلوه مستأنفا فيفردهم عن الله جل ذكره بالمثل السوء ويفرد الله جل وعز عنهم بالمثل الأعلى
وقوله إنما يستجيب الذين يسمعون فقطع


الصفحة التالية
Icon