فأمرهم فيه بالمكارم ونهاهم عن الآثام والمحارم ووعدهم فيه جزيل الثواب وضرب لهم فيه الأمثال وفصل لهم فيه المعاني الدالة على سبيل النجاة وأبان فيه المشكلات وأوضح
لهم فيه الشواهد على علم الغيوب وجعل فيه حياة قلوبهم وعزهم وشرفهم والغنى به عن جميع العباد
ثم أخبرهم أنه أنزل كتابه ليدبروا آياته بعقولهم ويتذكروا ما قال بألبابهم وقال كتاب أنزلناه إليك مبارك فسماه بالبركة ليعلموا بذلك أنه يدلهم على النجاة وينالون باتباعه الزلفى والكرامة ثم قال ليدبروا آياته فأخبر أنه أنزله للتذكر والتفكر فيه وخص بالتفكير والتذكر أهل العقول أولي الألباب
قال حدثنا سنيد بن داود قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرني معمر بن يحيى بن المختار عن الحسن
أنه تلا هذه الآية كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكروا أولوا الألباب فقال وما تدبر آياته إلا اتباعه بعقله أما والله ما هذا بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى أن أحدهم ليقول إني لأقرأ القرآن فما أسقط منه حرفا وقد والله أسقطه كله فما يرى له القرآن في خلق ولا عمل
ثم أخبرهم أن اتباع ما فيه سلوك للصراط المستقيم والنور المبين والعصمة لمن تمسك به من كل هلكة وشفاء لما في الصدور
قال الرب جل ثناؤه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم فضمن الله عز وجل لمتبعة الهدي لطريق السلامة والسلوك للطريق المستقيم ووصف المتبعين له كيف قلوبهم وما ورثهم من خشيته فقال جل وعز الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم فأخبرهم أنه لا حديث يشبهه في حسنه وأخبر أنه متشابه غير مختلف فيه
ثم أخبر أن فيه التكرار عن معاني ما قال إن تنحت قلوبهم عند تلاوة ما في سوره عن فهم معانيه تكرر في سورة أخرى ففهموه فقال مثاني


الصفحة التالية
Icon