البجلي قاضي خالد قال حدثنا خالد بن عبد الله عن إبراهيم النخعي قال قال ابن عباس أجير صاحب القرآن من الضلالة في الدنيا والشقاء يوم الحساب ثم تلا فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى
وعظمت العلماء بالله عز وجل ما أنزل في كتابه لتعظيمه له إذ سمعوه يقول تبارك وتعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى
قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا شيبان عن
قتادة في قوله ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى الآية
قال ذكر لنا أن قريشا قالت للنبي ﷺ إن سرك أن نتابعك فسير لنا جبال تهامة ووسع لنا في حرمنا نتخذ قطايع وبساتين وأحي لنا فلانا وفلانا أناسا ماتوا في الجاهلية فإن تابعوك وآمنوا بك تابعناك وآمنا بك فأنزل الله عز وجل هذه الآية فلو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم لفعل بقرآنكم هذا وكلم به الموتى وسماه برهانا ونورا ورحمة وموعظة وبيانا وحقا ومجيدا وبصائر وهدى وفرقانا وشفاء لما في الصدور
فعظمه عند المؤمنين ليعظموا قدره ويفهموه لينالوا به شفاء قلوبهم
وقال جل وعز لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون وأخبر جل وعز بعظيم قدره وضرب الجبل مثلا لقلوب المستمعين له ليعقلوا فيتدبروا آياته
ويتفكروا في عجائبه فضرب هذا المثل فدل به أن من لم يفهم عنه ما أنزل في كتابه أن قلبه أقسى من الحجر الأصم وأن ما فيه تتصدع الجبال لو فهمته خشية للمتكلم به يعظم بذلك قدره وقدرنا فيه ويبين لنا أن القلوب تخشع لفهمه وتخاف الله وجل وعز لعقلها ما أخبر به وأخبرنا أن الجبال الرواسي لو أنزل عليها كلامه لتصدعت خاشعة لتعظيمه
وأخبرنا أنه أحسن من كل حديث ومن كل قصص وقال نحن نقص عليك أحسن القصص
ثم أخبرنا جل وعز أنه قد انتهى في الحكمة فقال حكمة بالغة فما تغني النذر