حدثنا حجين بن المثنى قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن فمن كان يحب الله ورسوله فمن كان كذلك محبا له يحبه الله
والله أحب إليه من نفسه ومن كل شيء كان
تلاوة القرآن وتفهمه ألذ الأشياء عنده وأنفعها لقلبه ولم يمل من تلاوته ولم يقنع بتلاوته دون أن يطلب الفهم لمعاني ما أراد الله عز وجل من تعظيمه وتبجيله ومحبته وأمره ونهيه وإرشاده وآدابه ووعده ووعيده ويعلم أنه لا ينال منافع آخرته ولا الفوز فيها والنجاة من هلكتها إلا بالعلم الدال على كل نجاة والمنجي له من كل هلكة ولا نجاة له في آخرته ولا اعتصام له في انتهائه عما يستوجب به عذاب ربه إلا بالعلم الدال على ذلك
فإذا علم ذلك رغب في العلم ليحركه لطلب الفوز من عذاب الله تعالى ومن سبيل كل هلكة ويدل على سبيل محجة النجاة عن بيان وبصيرة ويجانب طرق الردى بعد إيضاح واستبانة لها
فإذا رغب في ذلك نظر بعقل صحيح أن العلم أرفع للمقدار وأنفع للقلوب وأفتحه لأبصارها
فعلم أن العلم على قدر العالم فأي العلماء أعلم كان طلب علمه أحب إليه من طلب علم من هو دونه في العلم
ألا ترى أن الاستماع من الرسل عليهم السلام والتفهم عنهم أولى وأرفع عند الناس لعظيم قدرهم لأنهم عن الله عز وجل أخذوا علمهم وأنهم معصومون من الخطأ من الله جل وعز في دينه فقد لزم قلوب المؤمنين الأمان من الخطأ فيما أخذوا عنهم من العلم وكذلك اتباع الرسل أرفع في العلم ممن دونهم من التابعين
فاعرف ذلك ثم اعرف القرآن كلام من هو وهل أحد
أعلم من قائله والمتكلم به ولا يصيب أحد علما إلا من قائله وهو الله رب العالمين جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
فإذا كان الله جل ثناؤه عندك أعلم العلماء بل لا علم لأحد إلا من علمه ألم تسمعه تعالى يقول وفوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى الله جل وعز
وقد قال عبد الله من أحب العلم فليقرأ القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين


الصفحة التالية
Icon