ألم تسمع مسائله الجن والإنس جميعا يوم القيامة بما أقام عليهم به الحجة في الدنيا من تلاوة آياته عليهم من رسله وأنه قطع بذلك عذرهم وأدحض به حجتهم فقال يوم العرض يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا
وقال عز وجل ألم تكن آياتي تتلى عليكم
وقال تعالى ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله ٩٥ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه إلى قوله أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل الآية
فلما جاءهم تأويل ما قال عز وجل من الذي توعد به نادوا بالندامة على نسيانهم ما جاءتهم به رسلهم من كلام ربهم عز وجل وتركهم فهمه ونادوا بالشفاعة أو بردهم إلى الدنيا فيعقلوا عنه كلامه ويقوموا بحقه
قلت فهل أستعين على فهم معاني ما أتلو أو يتلى علي
قال بإحضار عقلك فبذلك تفهم وتذكر ألم تسمعه عز وجل يقول إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
قال مجاهد أو ألقى السمع لا يحدث نفسه بغير ما يسمع وهو شهيد قال شاهد القلب
قلت فكيف أحضر عقلي حتى يكون شاهدا لا يغيب عن فهم كلام ربي جل وتعالى
قال بأن تجمع فهمك حتى لا يكون فهمك متفرقا في شيء غير طلب الفهم لكلام مولاك
قلت وكيف أجمع همي حتى لا يتفرق في شيء سوى ذلك
قال تمنع عقلك من النظر في شيء سوى طلب فهم كتاب ربك جل وتعالى
قلت وكيف أجمع عقلي


الصفحة التالية
Icon