وقد ذهب قوم أن لله جل وعز استماعا حادثا في ذاته فذهب إلى ما يعقل من الخلق أنه يحدث فيهم علة لسمع ما يكون من قول عند سمعه للقول لأن المخلوق إذا سمع الشيء حدث له عنه فهم عما أدركته أذنه من الصوت وكذلك ذهب إلى أن رؤية تحدث له
قال أبو عبد الله وهذا خطأ وإنما معنى سيرى و إنا معكم مستمعون أن المسموع والمبصر لم يخف على عيني ولا على سمعي أن أدركه سمعا وبصرا لا بالحوادث في الله جل وعز ومن ذهب إلى أنه يحدث له استماع مع حدوث المسموع وإبصار مع حدوث المبصر فقد ادعى على الله عز وجل ما لم يقل وإنما على العباد التسليم كما قال وأنه عالم سميع بصير ولا
يريد ما لم يكن وإنما معنى حتى يعلم حتى يكون المعلوم وكذلك حتى يكون المبصر والمسموع ولا يخفى على الله عز وجل أن يعلمه موجودا ويراه موجودا ويسمعه موجودا بغير ١٠١ حدوث علم في الله جل وعز ولا سمع ولا بصر ولا يعني حدوثا في ذات الله جل الله عن الحوادث في نفسه وتعالى عن البداوات في علمه وإرادته علوا كبيرا
العلو
وكذلك قوله جل وعز وهو القاهر فوق عباده وقوله الرحمن على العرش استوى وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض وقال إليه يصعد الكلم الطيب وقال يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره الآية وقال تعرج الملائكة والروح الآية وقال لعيسى
عليه السلام إني متوفيك ورافعك إلي وقال بل رفعه الله إليه وقال فالذين عند ربك يسبحون له


الصفحة التالية
Icon