وقال عن عيسى بل رفعه الله إليه ولم يقل عنده وقال عن فرعون لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات
فأطلع إليه موسى ثم استأنف فقال وإني لأظنه كاذبا فيما قال لي إنه في السماء فطلبه حيث قال له موسى مع الظن منه بموسى عليه السلام انه كاذب ولو أن موسى عليه السلام أخبره أنه في كل مكان بذاته لطلبه في الأرض أو في بيته وبدنه ولم يتعز ببنيان الصرح
وأما الآيات الأخر التي نزعوا بها فقد أبان الله جل وعز في تلاوتها أنه لا يريد أنه كائن في الأشياء بنفسه إذ وصلها ولم يقطعها كما قطع الكلام الذي أراد به كونه فوق عرشه فقال عز وجل ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض فبدأ بالعلم وأخبر أنه مع كل مناج حيث وجد وختم الآية بالعلم وقال إن الله بكل شيء عليم فبدأ بالعلم وختم بالعلم فبين أنه أراد أنه يعلمهم حيث ما كانوا لا يخفون عليه ولا يخفى عليه مناجاتهم تفردوا أو اجتمعوا
ولو اجتمع قوم في السفل وناظر إليهم في العلو ويسمع كلامهم فقال إني لم أزل معكم أراكم وأعلم
مناجاتكم كان صادقا ولله المثل الأعلى عن شبه الخلق
وقد روى ابن مسعود ما يدل على ذلك فقال اجتمع ثلاثة نفر عند الكعبة فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول فقال بعضهم إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله عز وجل وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم الآية فإن أبوا إلا ظاهر التلاوة وقالوا هذا دعوى خرجوا من قولهم في ظاهر التلاوة لأن موضع الاثنين والثلاثة والأربعة وأكثر من ذلك وأقل من ذلك الواحد فهو معهم لا فيهم وما كان مع الشيء فقد خلا جسمه منه وبان كل واحد منهما بنفسه عن الآخر وهذا خروج عن قولهم لأن عندهم لا يخلو من الله سبحانه شيء أن يكون فيه بنفسه فقد تركوا قولهم على ظاهر التلاوة لأن الله تعالى قال معهم ولم يقل فيهم


الصفحة التالية
Icon