وكذا السمع والبصر معناهما انكشاف المسموع والمبصر على ما هما عليه لا بآلة والمراد من مثل قوله تعالى إنا معكم مستمعون أن المسموع والمبصر لم يخف على أن أدركه سمعا وبصرا لا بالحوادث في الله عز وجل ومن ذهب إلى أنه يحدث له استماع مع حدوث المسموع وإبصار مع حدوث المبصر فقد ادعى على الله عز وجل ما لم يقل
العلو
والحارث سلفي في مسألة العلو والعرشية فهو يقول أنه تعالى على عرشه بائن عن خلقه ويرد على أولئك الذي يقولون أنه تعالى في كل مكان بذاته وهم الجهمية وأهل الحلول من المتصوفة وقد عاصر الحارث المنزهة المخطئين كما عاصر جماعة من الحلولية منهم أبو حمزة الصوفي الذي كان له وقائع معه أما ما ورد في القرآن من مثل قوله تعالى معهم أينما كانوا وهو الذي في السماء إله وغيرها فذلك موجود في اللغة إذ يقول
القائل من بخراسان فيقال ابن طاهر وإنما هو في موضع فجائز أن يقال أمير في خراسان فيكون أميرا في بلخ وسمرقند وكل مدنها هذا وإنما هو في موضع واحد يخفى عليه ما وراء بيته ولو كان على ظاهر اللفظ ما جاز أن يقال أمير في البلد الذي هو فيه ولا في بيته كله وإنما هو في موضع منه لو كان معنى هذا الكون فكيف العالي فوق كل شيء ولا يخفى عليه شيء من الأشياء يدبره فهو إله أهل السماء وإله الأرض
الحشوية والنسخ في الأخبار


الصفحة التالية
Icon