الذي هو فيه لأنه في موضع واحد من بيته أو حيث كان إنما هو في موضع جلوسه وليس هو في داره أمير ولا في بيته كله وإنما هو في موضع منه لو كان معنى هذا معنى الكون فكيف العالي فوق كل شيء لا يخفى عليه شيء من الأشياء يدبره فهو إله أهل السماء وإله أهل الأرض لا إله فيهما سواه فهو فيهما إله إذ كان مدبرا لهما وما فيهما وهو على عرشه فوق كل شيء باق
الحشوية والنسخ في الأخبار
وأما الأخبار فقد قال بعض الروافض إن الله عز وجل ينسخ أخباره وقال قوم من أهل السنة بنسخ الأخبار لا على التعمد منهم ولكن عن الإغفال والسهو عن الفحص عن معنى ذلك
فقال الكلبي إنه لما نزلت إنكم وما تعبدون من
دون الله حصب جهنم نسخها بقوله إن اللذين سبقت لهم منا الحسنى ومعنى ذلك لو كان نسخها أن الله عز وجل قال إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنه أراد به أن يعذب عزيرا والملائكة والمسيح فأوجب عليهم العذاب ثم نسخ ذلك بعدما أوجبه كما أوجب قيام الليل ثم نسخه وكما أوجب تقديم الصدقة قبل نجوى النبي ﷺ ثم نسخها وكما أوجب الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخه ومعاذ الله أن يكون الله عز وجل أراد وأحب تعذيب أوليائه من الملائكة ولا المسيح ولا عزير وقد تقدمت فيهم أخبار من الله جل وعز بالولاية قبل أن ينزل آية العذاب في الآلهة فلما أنزل آية العذاب لم يرد بها من تقدم منه القول بولايتهم وإنما أراد من عبدوا سوى أوليائه وكان خبرا خاصا لا عاما كما قال الله جل وعز إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ولم يرد الكافرين إذ لم يتوبوا لأنه قد تقدم فيهم أخبار أنه لا يغفر لهم إن لم يتوبوا
وقال الكلبي ومتبعوه أيضا قوله والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض نسخ ذلك بقوله فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك


الصفحة التالية
Icon