ولا أهل الصغائر وإن كانت الآية في ظاهر تلاوتها عامة فلم يعمهم إذ أخبر في آيات أخر أنه لا يعذبهم وكذلك قوله ما على المحسنين من سبيل وقوله إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا فلزمكم أن من أحسن من جميع الخلق ولو مثقال ذرة أن الله يدخله الجنة فقلتم إن الله قد أخبر أنه إنما يتقبل الله من المتقين فقيل لكم فمن اتقاه بأقل التقوى فقد دخل في العموم بالقول فإن قلتم إنما أراد التائبين قيل لكم وكذلك إنما أراد أن يعذب على الكبائر من يشاء أو يغفر له لأنه قد أخبر بعد خبره عن عذابهم أنه يغفر لمن يشاء أن يغفر له منهم ولم يعلمنا بهم فمن استثناه فهو لا محالة مغفور ١١٢ له وإن كان الاستثناء لم يقع على أحد بعينه إلا أنا نعلم أن بعضهم يغفر لهم كما قال فعلينا أن نقطع بما بينه ونوقف ما أوقفه وهو عالم بمن يشاء مغفرته ومن يشاء عذابه
القسم السادس
ذكر الناسخ والمنسوخ في الأحكام
فأول ذلك معرفة السور المكية والمدنية ليعرف أن ما فيها من الأمر والأحكام نزل بمكة أو بالمدينة فإذا اختلف كان الذي نزل بالمدينة هو الناسخ لأنه الآخر في النزول
حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال ما كان من حد أو فريضة أنزلها الله عز وجل بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والقرون أنزل بمكة
قال وحدثنا شريح قال حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال السور المدنية البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والرعد والحجر والنحل والنور والأحزاب وسورة محمد ﷺ والفتح والحجرات والحديد والمجادلة والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والنساء القصرى ويا أيها النبي لم تحرم ولم يكن وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد وهو يشك في أرأيت


الصفحة التالية
Icon