ومن ذلك قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال بعضهم نزلت في أهل الذمة ناسخة لقتالهم من بين الكفار وقال بعضهم أريد بها آخر الزمان في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لأهل الإسلام إذا غلبت الأهواء ولم تقبل العامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمر وقال بعضهم لم تنسخ وإنما معنى قوله تعالى عليكم أنفسكم أهل دينكم يأمر بعضكم بعضا ثم عزاهم فقال لا يضركم ضل أي من لا تضركم ضلالة الضالين فائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر كما أمرتكم وكذلك قوله عز وجل فتول عنهم فما أنت بملوم
حدثنا شريح قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب السختياني عن مجاهد قال خرج علي معتجرا ببرد مشتملا فقال لما نزلت فتول عنهم فما أنت بملوم أحزنا وقلنا أمر رسول الله ﷺ أن يتولى عنا حتى نزلت وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وقال بعضهم لم تنسخ وإنما أمر أن يتولى عن الكافرين ويذكر المؤمنين
وكذلك قوله تعالى ويستغفرون لمن في الأرض حدثنا سنيد قال حدثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة ويستغفرون لمن في الأرض قال للمؤمنين وقال أكثر العلماء لم يأذن للملائكة أن يستغفروا للكفار وإنما معناه لمن في الأرض خصوص يعني المؤمنين ثم بين في المؤمن ما أبهمه في قوله لمن في الأرض فقال ويستغفرون للذين آمنوا
والباب العاشر أن يجمع العلماء على نسخ آية ثم يختلفون في الناسخة ماذا أوجبت من الحكم فيجمعوا على حكم أنها أوجبته ونسخت ما قبله ويختلفون في غيره أثبت بالناسخة أم لا من ذلك قوله عز وجل والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وكان الأعرابي لا يرث قريبه من المهاجرين وكانوا يتوارثون بالهجرة حتى نزلت وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فأجمعوا أن الآية الأولى منسوخة وأن الله جل ثناؤه أثبت الميراث


الصفحة التالية
Icon