وحدثنا سليمان بن داود قال حدثنا إبراهيم عن سعد عن ابن شهاب عمن سمع سعيد بن مرجانة يتحدث أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ تلا عبد الله بن عمر هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو
تخفوه الآية ثم قال والله إن أخذ بهما لتهلكن ثم بكى حتى سمع نشيجه ابن مرجانة فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت ما تلا ابن عمر من هذه الآية فقال ابن عباس يغفر الله لأبي عبد الرحمن لقد وجد المسلمون فيها وجدا حين نزلت مثل ما وجد عبد الله فأنزل الله بعدها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت قال ابن عباس فكانت هذه الوسوسة ما لا طاقة للمسلمين به
فصار الأمر إلى قضاء الله عز وجل أن النفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت العمل
وأبى ذلك ابن عباس وغيره وقالوا منسوخة
وحدثنا حجاج عن ابن جريج عن الزهري عن ابن عباس لما نزلت ضج المسلمون منها ضجة وقالوا يا رسول الله نتوب عن عمل اليد والرجل واللسان فكيف نتوب من الوسوسة كيف نمتنع منها فجاء جبريل بهذه الآية لا يكلف الله نفسا إلا وسعها إنكم
لا تستطيعون أن تمتنعوا من الوسواس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت الآية
وقال حدثنا شريح قال حدثنا هشيم قال حدثنا شيبان عن الشعبي قال لما نزلت هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه نزلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت الآية
حدثنا مروان بن شجاع قال حدثنا خصيف عن مجاهد نحوه
وقال قوم من أهل الآثار إن هذا لا يجوز أن ينسخ لأنها خبر والخبر لا ينسخ
وقال سائر العلماء هذا وإن كان خبرا فإنه إيجاب حكم من واخذه بحديث النفس ثم رحم الله جل اسمه خلقه فرفع عنهم الحكم بالمواخذة لأنه حكم والحكم يجوز نسخه وإنما معنى يحاسبكم يواخذكم به الله ثم رفع الحكم بذلك
والأمة مجمعة أنها منسوخة
وسئل النبي ﷺ عما يجد العبد من الوسوسة مع ما يظهرون من الكراهة لما يجدون فقال ذلك صريح الإيمان
وقال تجاوز الله لأمتي عما حدثت به نفوسها


الصفحة التالية
Icon