وكذلك قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فقال ابن عباس محكمة وأن قوله متعمدا أنزلت بعد التي في الفرقان بسنة وقال أبو هريرة لا يدخل الجنة وقال الضحاك نزل قوله الأول من تاب قبل قوله متعمدا بسبع سنين وروى الحسن عن النبي ﷺ نازلت ربي في قاتل المؤمنين أن يجعل له توبة فأبى أن يجعل له توبة
والعلماء اليوم مجمعة أنها نسختها التوبة فمن تاب أجمعت جميع الأمة موافقها ومخالفها على قبول التوبة إلا رجل واحد فإنه خرج عن الإجماع
والباب الثاني عشر أن تختلف الأمة في الآية أولها وآخرها في آيتين هل نسخت إحداهما الأخرى ثم لا يجمعون على واحد من القولين من ذلك قوله عز من قائل في أهل الذمة فإن جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم
فاختلف في ذلك العلماء
فقال قوم من أهل العراق الآية محكمة لم ينسخها شيء وروي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كتب إلى محمد بن أبي بكر في نصرانية زنت أن ادفعها إلى أهل دينها فرأى أن آية التخيير ثابتة فذلك أمره أن يترك الحكم فيها ويدفعها إلى أهل دينها
وأبى ذلك كثير من العلماء وقالوا ليس للموالي إذا ارتفعوا إليه إلا أن يحكم بينهم وقالوا نسختها بعدها قوله وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم قال ذلك الشعبي ومجاهد وعكرمة وقتادة وغيرهم
حدثنا شريح قال حدثنا هشيم عن منصور وغيره عن الحكم ومجاهد في قوله تعالى وأن احكم بينهم بما أنزل الله قال نسخت ما كان قبلها فاحكم بينهم أو أعرض عنهم حدثنا شريح قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الساري عن عكرمة فإن جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم نسختها وأن احكم بينهم بما أنزل الله إليك
واختلفوا في قوله وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما فقال أكثر العلماء لم تنسخ وقال أقلهم
نسخ منها في الكفار قوله واقتلوهم حيث وجدتموهم
حدثنا شريح قال حدثنا هشيم عن عباد عن الحسن وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما


الصفحة التالية
Icon