وقال بعض التابعين نسخ منها كل من يرث وبقي منها القرابة الذين لا يرثون فالوصية لهم واجبة إلا أنهم مجمعون أن الوصية لا تجوز إلا للأقربين الذين لا يرثون ولا تجوز لمن يرث
وكذلك الخمر نسخ قوله فيهما إثم كبير ولم يحرمها ونسخ من قوله لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فنسخ ذلك بقوله فاجتنبوه لعلكم تفلحون
وكذلك قوله فول وجهك شطر المسجد الحرام
نسخ الله بها صلاته إلى بيت المقدس
وكذلك قوله إن لم يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين إلى قوله لا يفقهون فكتب عليهم بهذه الآية ألا يفر واحد من عشرة ولا قوم من عشرة أمثالهم ووعد النصر أن ينصر الواحد على العشرة والقوم على عشرة أمثالهم إن صبروا فجبنوا عن ذلك وضعفوا عنه فنسخ الله عز وجل ذلك وخفف عنهم ورفع عنهم من ضمانه لنصرهم على قدر ما خفف عليهم في الآية الناسخة فأنزل الله الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا إلى قوله بإذن الله فوجب عليهم ألا يفر الرجل من الرجلين ولا القوم من مثلهم ووعدوا أن ينصر الواحد على الاثنين والقوم على مثليهم إذا صبروا
ونسخ قوله وإن جنحوا للسلم فاجنح لها بقوله عز من قائل قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله صاغرون
ونسخ قوله ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن بقوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم فلم تزل الأمة مجمعة أن نكاح نساء أهل الكتاب حلال إلا ابن عمر فإنه كرهه وكرهه عمر وغيره بغير التحريم خوفا أن تكون الذمية ليست بعفيفة
وكذلك قوله تعالى لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم فنسخه بقوله إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وبقوله ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله


الصفحة التالية
Icon