وكذلك قوله فسيحوا في الأرض نسخه بقوله ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله وكذلك قوله فسيحوا في الأرض فأجلهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض بقية عهدهم وآذنهم بالحرب بعد انقضاء الأربعة أشهر
وقال ابن عباس وأجل الذين ليس لهم عهد خمسين ليلة انسلاخ الأشهر الحرم يسيحون فيه حيث شاؤا
وقال عز وجل فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال فأمرهم الله إذا انسلخ الأشهر الحرم أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ونقض ما سمى لهم من العهد والميثاق أذهب الشرط الأول ثم قال عز وجل إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام يعني أهل مكة فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين فأرسل النبي عليه السلام
أبا بكر وعليا رضي الله عنهما فأذنوا لأصحاب العهد أن يأمنوا أربعة أشهر وهي الأشهر الحرم ولا عهد لهم
قال وهي الحرم من أجل أنهم أمنوا فيها حتى يسيحوا فيها فأذن للناس كلهم إن لم يؤمنوا فنسخ الله جل ذكره ببراءة في قوله إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق إلى قوله فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ونسخت قوله لا ينهاكم الله عن الذين يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم فنسخ ذلك كله ببراءة
وقال الله عز وجل انفروا خفاقا وثقالا فأوجبت هذه الآية على الأمة الجهاد وقال ابن عباس فنسخها قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة قال ابن عباس فتنفر طائفة وتمكث طائفة مع النبي عليه السلام والماكثون
يتفقهون في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم من الغزو وبما أنزل الله وكتابه وحدوده ١٢٥ وروي عنه أيضا أن السرايا هي التي ترجع فيتعلمون من القاعدين مع النبي عليه السلام


الصفحة التالية
Icon