وأمر الأنفال إذا جمعت الغنائم بغير مبادرة ولا نفل بشرط قبل الخروج ولكن الغنائم التي كانت لرسول الله ﷺ خاصة قال ابن عباس فذلك قوله تعالى قل الأنفال لله والرسول وكانت لرسول الله ﷺ ليس لأحد فيها شيء ثم أنزل الله بعد واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه الآية فقسم الله الخمس الذي كان للنبي عليه السلام خاصة ينفل منه على خمسة أخماس وجعل الأربعة الأخماس الباقية لمن شهد الوقعة
وكذلك قوله عز وجل والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم كان الرجل يحالف الرجل بقول ترثني وأرثك ويرضيان بذلك ويتعاقدان وعلى ذلك
ابن عباس وقال ابن المسيب نزلت في الأدعياء كانوا رجالا يتبنون رجالا يرثونهم
وأجمعت الأمة أن الله عز وجل نسخ ميراث الحلفاء والأدعياء بقوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال ابن عباس إلا أن يصلوا أولياؤهم الذين عاقدوهم وصية لهم
قال ابن المسيب فجعل للأدعياء الوصية ونسخ ميراث الأدعياء
وحدثنا شريح قال حدثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة قال ثم نسخ ذلك بالميراث
وأنزل عز وجل إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فتحرج قوم من مخالطة اليتامى وشكوا ذلك إلى النبي ﷺ فقالوا إنا نخلط طعامهم بطعامنا فأنزل الله ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير
وإن تخالطوهم فإخوانكم فقالت العلماء إن الله عز وجل نسخ التشديد عليهم بالرخصة في المخالطة على غير تعمد لظلم كما يصنع المسلمون في أسفارهم وقد يصيب بعضهم من الغذاء أكثر من بعض ورخص الله لهم في ذلك على المخالطة من غير تعمد لظلم شيء من ماله بعينه


الصفحة التالية
Icon