ذكر في الآية بغير إذنهم وقالوا لو كان من بعد إذنه لهؤلاء ما كان معنى خصوص إذ كان يحل الطعام لكل الخلق عن إذنه قاله قتادة والحسن
حدثنا يونس بن بشر عن شيبان عن قتادة في قوله أو صديقكم قال أحل لغير مواريثهم أن يأكلوا من طعامهم
ورأى الحسن من كان لا يرث بغير إذنه فقيل له فقال يا لكع إقرأ أو صديقكم والصديق من استراح إليه القلب
وقال قوم لم يرد الله أن يحل لهم أن يأكلوا بإذن ولا بغيره ولكن الأعرج والأعمى والمريض لا يمكنهم أن يسألوا من الطعام مسألة الصحيح فتحرج المسلمون لما نزلت هذه الآية لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
كما توعد في أكل مال اليتيم فقال إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما فسألوا النبي ﷺ فأنزل الله وإن تخالطوهم فإخوانكم الآية وقال لغة العرب في ذلك جائزة يريد المفعول به فيسمي الفاعل وأراد جل ذكره الإذن في مخالطتهم في المواكلة فسمى الأعرج والأعمى والمريض وهو يريد من يخالطهم فرخص لهم كما رخص للناس في أسفارهم إذا سافروا وبعضهم يصيب من الطعام أكثر من بعض
وكذلك قوله عز وجل من قائل فاتقوا الله ما استطعتم نسخت قوله اتقوا الله حق تقاته اتقوا الله حق تقاته
حدثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة فاتقوا الله ما استطعتم نسخت قوله اتقوا الله حق تقاته
وقال ابن عباس لم تنسخها ولكن حق تقاته أن يجاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم ثم أمروا أن يقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم
وقال ابن مسعود حق تقاته أن يذكر فلا ينسى وأن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر
وكذلك قوله عز وجل وليست التوبة للذين يعملون السيئات الآية
وروي عن ابن عباس أن الله تبارك وتعالى أنزل بعد ذلك إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فحرم المغفرة على من تاب عند الموت وهو كافر وأرجأ التوبة لأهل التوحيد إلى مشيئته فلم يوئسهم من المغفرة


الصفحة التالية
Icon