وقال بعضهم حرم التوبة على الكافر والموحد المصر عند الموت أن يقبلها منهم ثم نسخ من ذلك توبة الموحد فأطلقها له بقوله إن الله لا يغفر أ ن يشرك به
وقال آخرون لم تنسخ ولم يرد الله عز وجل بها إلا وقت الغرغرة وهو وقت معاينة الرسل فلا توبة مقبولة بإيجاب المغفرة لأنه قد عاين وآمن الكافر
وتاب الموحد المصر ضرورة بما عاين من أعلام الآخرة فارتفعت المحنة وزال البلوى والاختبار والتوبة مبسوطة لضمان المغفرة لكل مذنب كافر أو مؤمن ما لم يغرغر
وقد روي عن النبي عليه السلام قال التوبة مقبولة ما لم يغرغر فإذا غرغر لم تقبل مغفرة وروي إن تاب قبل موته بفواق ناقة يعني ما بين الحلبتين
وروي عن إبراهيم ما لم يؤخذ بكظمه فالتوبة مقبولة ما لم يغرغر فإذا غرغر لم يغفر للكافر ذنوبه إذا تاب في ذلك الوقت ولم تقبل التوبة من الموحد لضمان المغفرة وكان كمن مات من الموحدين ولم يتب فأرجاه الله للمغفرة إن شاء الله رحمه بفضله أو يعذبه بما استحق ووجب له بعدله
وكذلك قوله وإني لغفار لمن تاب فقال بعضهم نسخ ذلك في آخر الزمان إذا طلعت الشمس من مغربها فقال لا ينفع ١٢٧ نفسا إيمانها الآية
وقال بعضهم إنما أراد الكافرين لا المؤمنين
الباب الخامس عشر ومما اختلفوا أنه منسوخ ولا يجوز عند أهل النظر أن يكون الكتاب والسنة منسوخا من ذلك قوله عز وجل إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون
شريح عن الكلبي أنه قال نسختها إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون وهذا لا يحل لأحد أن يظنه دون أن يقطع به أن الله جل ذكره إنما عنى في الآية الأولى عذاب الملائكة وعيسى وغيره من وليائه فأخبر عباده أن يعذبهم ثم نسخ من ذلك خصلتين
إحداهما أن الله جل ذكره لم يرد عذاب أوليائه قط بذلك لأنه ما زال يريد أن لا يعذبهم


الصفحة التالية
Icon