والثانية أنه كان تقدم من الله عز وجل في المسيح والملائكة وفي عزير أخبار أنهم من أهل الجنة قبل نزول هذه الآية ولا جائز أن يكذب الله عز وجل خبره
الأول وإنما حاج النبي ﷺ ابن الزبعري لما علم أن النبي ﷺ قد أنزل عليه قبل ذلك في الملائكة والمسيح وعزير أنهم أولياؤه فأراد أن يكذب النبي عليه السلام ولم يتقدم من الله جل ذكره في المسيح والملائكة أخبار في أوليائه ما كان الله ليخبر بعذابهم ثم نسخه بقوله إن الذين سبقت لهم منا الحسنى
فمن زعم أن الله جل ذكره نسخ خبره فقد وصف الله سبحانه بالكذب
وقوله في الملائكة قول الله جل وعز ويستغفرون لمن في الأرض ثم نسخها فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك فزعم أن الملائكة استغفرت أولا للمشركين وهذا كذب لأن الله جل وعز يقول ولا يشفعون إلا
لمن ارتضى ولم يكن الملائكة يشفعون لمن في الأرض ممن قد علموا أن الله لا يغفر له أبدا
وقوله عز وجل لا أسألكم عليه أجرا الآية و وقل ما سألتكم من أجر نسختها قل لا أسألكم عليه أجرا الآية قد أجد الله عز وجل استثنى لهم المودة وأعوذ بالله أن يكون الله جل ذكره أراد أن المودة في القربى أجر له على دعائه إليه ولكن قوله قل لا أسألكم عليه أجرا منقطع ثم استأنف هذا تسميه العرب استثناء الخلف وإنما هو استئناف
ومن ذهب إلى مودة القرابة فأراد أن يذكرهم حق الرحم فلا يؤذى
ومن ذهب إلى المودة في الدين فأراد أن يودوا الله بطاعته
القسم السابع
في أساليب القرآن باب التقديم والتأخير
ومما كلم الله جل ذكره به عباده مقدم ومؤخر لأن العرب قد كانت تفعل ذلك في تراجعها بينها ومخاطبتها قبل أن ينزل الكتاب على نبيه عليه السلام
فمن ذلك قوله عز وجل فكيف كان عذابي ونذر فبدأ بالعذاب قبل النذر وكان قبل العذاب لأن الله جل اسمه يقول وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى


الصفحة التالية
Icon