وقال في عقاب الأمم فانظر كيف كان عاقبة المنذرين فأخبر أنهم أنذروا فلما كذبوا كان آخر أمرهم العذاب وقال تعالى فساء صباح المنذرين غير أن العذاب صبحهم بما نقمهم إذ أنذروا فلم يؤمنوا وإن كانت قد قدم في التنزيل العذاب قبل النذر فإنه بدأ فأخبر أنه أنذرهم قبل أن يعذبهم ثم قال في عقب
ذلك فكيف كان عذابي ونذر فقال كذبت قوم لوط بالنذر كذبت ثمود كذبت قوم لوط المرسلين وقال ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر وقال فكيف كان عذابي ونذر وقال عز وجل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
ومن ذلك قوله تعالى من بعد وصية يوصي بها أو دين فبدأ في التنزيل بالوصية قبل الدين وقضى النبي عليه السلام بالدين قبل الوصية
والأمة مجمعة ألا وصية إلا فيما فضل من بعد قضاء الدين وكذلك روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال إنكم تقرءون من بعد وصية يوصي به أو دين ١٢٨ وإن النبي عليه السلام قضى بالدين قبل الوصية ولولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكان على العباد أن يبدءوا بما بدأ الله به الوصية قبل الدين كما قال اركعوا واسجدوا
وقال عز وجل إن الصفا والمروة من شعائر الله فقال النبي ﷺ نبدأ بما بدأ الله به ثم قام على الصفا
وكذلك قوله عز وجل يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين فقرئ في ظاهر التنزيل أن الله حسبه والمؤمنين وإنما حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين الله
وكذلك والله ورسوله أحق أن يرضوه معنى يرضوا رسوله
وكذلك إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها ولم يبن ما أراد بقوله مالها ولا أبان ما أصيب به وإنما هو في ظاهر التلاوة وقال الإنسان يومئذ مالها تحدث
أخبارها قيل له إن ربك أوحى لها وهو كقول القائل قال فلان مالك يومئذ وإنما يريد قال فلان يومئذ مالك وهو تقديم وتأخير وفي بعضه إضمار وهو قيل بأن ربك أوحى لها


الصفحة التالية
Icon