وقسم عكسه، وهو ما كان معرَّفاً ب « أل » ؛ ومن مجيئه منصوباً قول الشاعر :[ الرجز ]
٢٥٢- لا أَقْعُدُ الجُبْنَ عَنِ الهَيْجَاءِ | ولَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأَعْدَاءِ |
٢٥٣- وَأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الكَرِيمِ ادِّخَارَهُ | وأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا |
والثاني : فعل ما لم يسم فاعله.
والثالث : فاعل « أفعل » في التعجُّب على الصحيح، وما عدا هذه لا يجوز فيه حذف الفاعل وحده خلافاً للكوفيين.
والموت : ضد الحياة؛ يقال : مَاتَ يَمُوتُ ويَمَاتُ؛ قال الشاعر :[ الرجز ]
٢٥٤- بُنَيَّتي سَيِّدَةَ البَنَاتِ | عِيشِي وَلاَ يُؤْمَنُ أَنْ تَمَاتِي |
٢٥٥- فَعُرْوَةُ مَاتَ مَوْتاً مُسْتَرِيحاً | فَهَا أَنَا ذَا أُمَوَّتُ كُلَّ يَوْمِ |
٢٥٦- وَزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ | وَاللَّيْلُ فَوْقَ المَاءِ مُسْتَمِيتُ |
وهو مجاز أي : لا يفوتونه. فقيل : عالم بهم، كما قال :﴿ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَا ﴾ [ الطلاق : ١٢ ].
وقيل : جامعهم وقدرته مُسْتولية عليهم؛ كما قال :﴿ والله مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ ﴾ [ البروج : ٢٠ ].
وقال مجاهد : يجمعهم فيعذبهم ».
وقيل : يهلكهم، قال تعالى :﴿ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ ﴾ [ يوسف : ٦٦ ] أي : تَهْلِكُوُا جميعاً.
وقيل :« ثَمَّ » مضافٌ محذوفٌ، أي : عقابه محيطٌ بهم.
وقال أبو عَمْرو، والكسَائِيُّ :« الكَافِرِينَ » [ بالإمالة ] ولا يميلان ﴿ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ﴾ [ البقرة : ٤١ ]، وهذه الجملة مبتدأ وخبر.
وأصل « مُحِيط » :« مُحْوِط » ؛ لأنه من حَاطَ يَحُوطُ فأُعِلّ كإِعْلاَلِ « نَسْتِعِين ».
والإحاطةُ : حصر الشيء من جميع جهاته، وهذه الجملة قال الزمخشريُّ :« هي اعتراض لا مَحَل لها من الإعراب » كأنه يعني بذلك أن جملة قوله :﴿ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ ﴾، وجملة قوله :﴿ يَكَادُ البرق ﴾ شيءٌ واحد؛ لأنهما من قصّة واحدة؛ فوقع ما بينهما اعتراضاً.
« يَكَادُ » مضارع « كَادَ »، وهي للِمُقَارَبَةِ الفعل، تعمل عمل « كان » إلاَّ أن خبرها لا يكون إلاَّ مُضَارعاً، وشذَّ مجيئُهُ اسماً صريحاً؛ قال :[ الطويل ]