٢٧٥- وَلأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْ | ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِي |
وقال الحَجَّاج :
« ما خَلَقْتُ إلاَّ فَرَيْتُ وَلاَ وَعَدْتُ إلاَّ وَفَيْتُ » وهذه الصّفة لا يختص بها الله تعالى، وقد غلط أبو عبد الله البصري في أنه لا يطلق اسم
« الخَالِقِ » على الله -تعالى؛ قال :
« لأنه مُحَالٌ، وذلك أن التقدير والتسوية في حقِّ اللهِ ممتنعانِ، لأنهما عبارة عن التفكُّر والزَّن »، وكأنه لم يسمع قوله تعالى :
﴿ هُوَ الله الخالق البارىء ﴾ [ الحشر : ٢٤ ]
﴿ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ الزمر : ٦٢ ]، وكأنَّه لا يعلَم أن الخَلْق يكون عبارة عن الإنشاء والاختراع.
قوله :
﴿ والذين مِن قَبْلِكُمْ ﴾ محلّه العطف على المنصوب في
« خلقكم » و
« من قبلكم » صلة
« الذين »، فيتعلّق بمحذوف على ما تقرر. و
« من » لابتداء الغاية، واستشكل بعضهم وقوع
« من قبلكم » صلة من حيث إن كل ما جاز أن يخبر به جاز أن يقع صلة، و
« من قبلكم » ناقص ليس في الإخبار به عن الأعيان فائدة إلا بتأويل، فكذلك الصّلة.
قال : وتأويله أن ظرف الزمان إذا وصف صح الإخبار والوصل به تقول :
« نحن في يوم طيب »، فيكون التقدير هنا -والله أعلم-
« والَّذِينَ مِنْ قَبْلَكُمْ » -بفتح الميم-.
قال الزمخشري : ووجهها على إشكالها أن يقال : أقحم الموصول الثاني بين الأوّل وَصِلَتِهِ تأكيداً، كما أقحم جرير في قوله :[ البسيط ]
٢٧٦- يَا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيِّ لاَ أَبَا لَكُمُ | ............................ |
تيْماً الثاني بين الأوَّل، وما أضيف إليه، وكإقحامهم لام الإضَافةِ بين المضاف والمضاف إلَيْه في نَحْو :
« لاَ أَبَا لَكَ » قيل : هذا الذي قاله مذْهَبٌ لبعضهم؛ ومنه قوله :[ الطويل ]
٢٧٧- مِنَ النَّفَرِ اللاَّءِ الَّذِينَ إذَا هُمُ | يَهَابُ اللِّئَامُ حَلْقَةَ البَابِ قَعْقَعُوا |
ف
« إذا » وجوبها صلةُ
« اللاَّء »، ولا صلةَ للذين؛ لأنه توكيد للأول، إلا أن بعضهم يرد هذا القول، ويجعله فاسداً من جهة أنه لا يؤكد الحرف إلا بإعادة ما اتّصل به، فالموصول أولى بذلك، وخرج الآية والبيت على أن
« مَنْ قَبْلَكُمْ » صلةٌ للموصول الثَّاني، والموصول الثَّاني وصلته خبر لمبتدأ محذوف، والمبتدأ وخبره صلة الأول، والتقدير :
« والَّذين هُمْ مِنْ قَبْلِكُم »، وكذا [ البيت ] فجعل
« إذا » وجوابها صلةً [ للَّذِينَ، واللَّذِينَ خبر لمبتدأ محذوف، وذلك المبتدأ وخبره صلة ] ل
« اللاء »، ولا يخفَى ما في هذا التعسُّف.
قوله :
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.
« لعل » واسمها وخبرها، وإذا ورد في كلام الله -تعالى- فللناس فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أن
« لَعَلّ » على بابها من الترجّي والإطماع، ولكن بالنسبة إلى المخاطبين، أي : لعلَّكم تتقون على رجائكم وطمعكم؛ وكذا قاتل سيبويه في قوله تعالى :