وأما الكوفيون فبعض هذا عندهم ذو لُغَتِيْنِ، وبعضه أصله السّكون، ويجوز فتحه قياساً، أما أن « فَعَلاً » المفتوح العين الحَلْقِيها يجوز فيه التسكين، فيجوز في السَّحر : السَّحْر، فهذا لا يجيزه أحد.
و « الرَّغد » الواسع الهنيء؛ قال امرؤ القيس :[ الرمل ]
٣٩١- بَيْنَمَا المَرْءُ تَرَاهُ نَاعِمَاً | يَأْمَنُ الأَحْدَاثُ في عِيْشٍ رَغْدٍ |
« حَيْثُ شِئْتُمَا » حيث : ظرف مكان، والمشهور بناؤها على الضم لشبهها بالحرف في الافتقار إلى جملة، وكانت حركتها ضمة تشبيهاً ب « قَبْلَ وَبَعْدَ ».
ونقل « الكسائي » إعرابها عن « قيس » وفيها لغات :« حَيْث » بتثليث الثاء، و « حَوْث » بتثليثها أيضاً، ونقل :« حَاثَ » بالألف.
وهي لازمة الظرفية لا تتصرف، وقد تجر ب « من » كقوله تعالى :﴿ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ الله ﴾ [ البقرة : ٢٢٢ ] ﴿ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٨٢ ] وهي لازمة للإضافة إلى جملة مطلقاً، ولا تضاف إلى المفرد إلا نادراً؛ قالوا :[ الرجز ]
٣٩٢- أَمَا تَرَى حَيْثُ سُهِيْلٍ طَالِعَا... وقال آخر :[ الطويل ]
٣٩٣- وَنَطْعَنُهُمْ تَحْتَ الحُبَى بَعْدَ ضَرْبِهِمْ | بِبيضِ المَوَاصْي حَيْثُ لَيَّ العَمَائِمِ |
٣٩٤- لِلْفِتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ | حَيْثُ تَهْدِي سَاقَهُ قَدَمُهْ |
وأجاز » أبو البقاءِ « أن تكون بدلاً من » الجنة « قال :» لأنّ الجنة مفعول بهما، فيكون حيث مفعولاً به « وفيه نظر؛ لأنها لا تتصرّف كما تقدّم إلا بالجر ب » من «.
و » شئتما « الجملة في محلّ خفض بإضافة الظرف إليه. وهل الكسرة التي على لاشين أصل كقولك : جئتما وخفتما، أو محوّلة من فتحة لتدلّ على ذوات الياء نحو : يعتمد؟
قولان مبنيان على وزن شاء ما هو؟ فمذهب المبرد أنه :» فَعَل « بفتح العين، ومذهب سيبويه » فَعِل « بكسرها، ولا يخفى تصريفهما.
قوله :﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة ﴾ » لا « ناهية و » تَقْرَبَا : مجزوم بها حذفت نونه.
وقرئ :« تِقْرَبَا » بكسر حرف المُضَارعة، و « الألف » فاعل، وتقول :« قَرِبْتُ » الأمر « أَقْرَبَهُ » - بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع أي : التسبب به.
وقال « الجَوْهَرِيّ » « قَرُبَ » - بالضم - « يَقْرُبُ » - « قُرْباً » أي دنا. وَ « قَرْبِتُه » - بالكسر - « قِرْبَاناً » دنوت منه.