٤٢٦- لاَ أَرَى مَنْ يُعِينُنِي في حَيَاتِي | غَيْرَ نَفْسِي إلاَّ بَنِي إسْرَالِ |
وروي قراءة غير نافع قرأ عن نافع. و
« إسْرائيل » هذه مهموزة مختلسة حكاها شنبوذ، عن ورش، و
« إسْرَايل » من غير همز ولا مَدّ و
« إسْرَائِين » أبدلوا من اللام نوناً ك
« أُصَيْلاَن » في
« أُُصَيْلاَل » ؛ قال :[ الرجز ]
٤٢٧- يَقُولُ أَهْلُ السُّوءِ لَمَّا جِينَا | هَذَا وَرَبِّ البَيْتِ إِسْرائِينَا |
وقال آخر :[ الرجز ]
٤٢٨- قَالَتْ وَكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا | هَذَا لعَمْرُ الله إٍسْرَائِينَا |
ويجمع على
« أَسَارِيل ». وأجاز الكوفيون
« أَسَارِلَة » و
« أَسَارل »، كأنهم يجيزون التعويض بالياء وعدمه، نحو :
« فَرَازِنة » و
« فَرَازين ». قال الصَّفار : لا نعلم أحداً يجيز حذف الهمزة من أوله. قال ابن الجوزي : ليس في الأنبياء من له اسمان غيره إلا نبينا محمد ﷺ فإنَّ له أسماء كثيرة. وقد قيل في المسيح إنه اسم علم لعيسى عليه الصَّلاة والسَّلام غير مشتقّ، وقد سمَّاه الله تَعَالَى روحاً والمسيح، وإسرائيل ويعقوب، ويونس وذو النُّون، وإلياس وذو الكِفْل، صولات الله وسلامه عليهم أجمعين. قول :
﴿ اذكروا نِعْمَتِيَ ﴾.
« اذكرو » فعل وفاعل، و
« نعمتي » مفعول. وقال
« ابن الأنباري » : لا بدّ له من حذف مضاف تقديره : شكر نِعْمتي. و
« الذكر » بضم الذال وكسرها بمعنى واحد، ويكونان باللِّسان والجِنَان. وقال
« الكسائي » : هو بكسر اللسان، وبالضّّم للقَلْب ضدّه النسيان، والذي محلّه اللسان ضده الصَّمت، سواء قيل : إنهما بمعنى واحد أم لا. و
« الذَّكَر » بالفتح خلاف الأُنْثَى، و
« الذِّكر » أيضاً الشرف ومنه قوله تعالى :
﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ [ الزخرف : ٤٤ ]. فصل في النعمة النعمة اسم لما ينعم به، وهي شبيهة ب
« فِعْل » بمعنى
« مفعول » نحو : ذبح ورعي، والمراد الجمع؛ لأنها اسم جنس، قال الله تعالى :
﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَآ ﴾ [ النحل : ١٨ ]. قال
« أبو العباس المقرىء » :
« النَّعْمَة » بالكسر هي الإسلام، قال تعالى :
﴿ واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ﴾ [ آل عمران : ١٠٣ ]. وقال :
﴿ فَضْلاً مِّنَ الله وَنِعْمَةً والله ﴾ [ الحجرات : ٨ ] يعني الإسلام. وقال :
﴿ رَبِّ أوزعني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى وَالِدَيَّ ﴾ [ النمل : ١٩ ]. وقوله :
﴿ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ ﴾ [ آل عمران : ١٧١ ] أي : الإسلام. فصل في حد النعمة قال ابن الخطيب : حَدّ النعمة أنها المنفعة المفعولة على جهة الإحسان إلى الغير. وقيل : الحسنة المفعولة على جهة الإحسان إلى الغير، قالوا : وإنما زدنا هذا؛ لأن النعمة إن كانت حسنة يستحق بها الشكر، وإن كانت قبيحة لم يستحق بها الشكر.