قال أبو العباس المُقْرىء : ورد لفظ « السّوء » على خمسة عشر وجهاً :
الأول : بمعنى « الشدة » كهذه الآية، أي : شدة العذاب.
الثاني : بمعنى « العَقْر » قال تعالى :﴿ وَلاَ تَمَسُّوهَا بسواء ﴾ [ هود : ٦٤ ].
الثالث :« الزِّنا : قال تعالى :﴿ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سواء ﴾ [ يوسف : ٥١ ].
الرابع :»
المَرَض « قال تعالى :﴿ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سواء ﴾ [ طه : ٢٢ ].
الخامس :»
اللّعْنة « قال تعالى :﴿ إِنَّ الخزي اليوم والسواء عَلَى الكافرين ﴾ [ النحل : ٢٧ ].
السادس :»
العَذَاب « قال تعالى :﴿ لاَ يَمَسُّهُمُ السواء ﴾ [ الزمر : ٦١ ].
السابع :»
الشِّرْك « قال تعالى :﴿ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سواء ﴾ [ النحل : ٢٨ ].
الثامن :»
العِصْيَان « قال تعالى :﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السواء بِجَهَالَةٍ ﴾ [ النحل : ١١٩ ].
التاسع :»
الشَّتْم « قال تعالى :﴿ ويبسطوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بالسواء ﴾ [ الممتحنة : ٢ ] أي : بالشَّتم، ومثله :﴿ لاَّ يُحِبُّ الله الجهر بالسواء مِنَ القول ﴾ [ النساء : ١٤٨ ] أي : الشَّتْم.
العاشر :»
الجُنُون « قال تعالى :﴿ إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعتراك بَعْضُ آلِهَتِنَا بسواء ﴾ [ هود : ٥٤ ] أي بجنون.
الحادي عشر :»
اليأس « قال تعالى :﴿ وَلَهُمْ سواء الدار ﴾ [ الرعد : ٢٥ ] أي : يأس الدار.
الثاني عشر :»
المرض « قال تعالى :﴿ وَيَكْشِفُ السواء ﴾ [ النمل : ٦٢ ] يعني المرض.
الثالث عشر :»
الفَقْر « قال تعالى :﴿ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخير وَمَا مَسَّنِيَ السواء ﴾ [ الأعراف : ١٨٨ ] أي : الفقر.
الرابع عشر :»
الهَزِيمة « قال تعالى :﴿ فانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سواء ﴾ [ آل عمران : ١٧٤ ] أي : هزيمة.
الخامس عشر :»
السوء « : الصيد، قال تعالى :﴿ فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الذين يَنْهَوْنَ عَنِ السواء ﴾ [ الأعراف : ١٦٥ ] أي : الصيد.

فصل في السوء الذي ضرب على بني إسرائيل


قال »
محمد بن إسحاق « : جعلهم خولاً وخدماً له، وصنفهم في [ أعماله ] فصنف يَبْنُون، وصنف يَحْرُثُون، وصنف يَزْرَعُون، وصنف يخدمونه، ومن لم يكن في فرع من أعماله، فإنه يضع عليه جزيةّ يؤديها.
وقال »
السُّدي « : جعلهم في الأعمال الصَّعبة الشديدة مثل : كنس المَبْرزن وعمل الطِّين، ونحت الجِبَال.
قوله :﴿ يُذَبِّحُونَ ﴾ هذه الجملة يُحْتَمَلُ أن تكون مفسّرة للجملة قبلها، وتفسيرها لها على وجهين :
أحدهما : أن تكون مستأنفةً، فلا محلّ لها حيئنذ من الإعراب، كأنه قيل : كيف كان سومهم العذاب؟ فقيل يذبحون.
الثاني : أن تكون بدلاً منها؛ كقوله :[ الطويل ]
٤٧٦ مَتَى تأْتِنَا تُلْمِمْ بِنَا في دِيَارنَا .......................
﴿ وَمَن يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثَاماً ٠ يُضَاعَفْ لَهُ العذاب ﴾ [ الفرقان : ٦٨-٦٩ ]، ولذلك ترك العاطف، ويحتمل أن تكون حالاً ثانية، لا على أنها بدل من الأول.
وذلك على رأي من يجوز تعدد الحال وقد منع »
أبو البقاء « هذا الوجه محتجاً بأن الحال تشبه المفعول بهن ولا يعمل العامل في مفعولين على هذا الوصف، وهذا بناء منه على أحد القولين، ويحتمل أن تكون حالاً من فاعل :» يسومونكم «.


الصفحة التالية
Icon