قال النحاس : فاسم الإشارة من قوله :« وفي ذلكم » يجوز أن يكون إشارة إلى الإنْجَاءِ وهو خير محبوب، ويجوز أن يكون إشارة إلى الذّبح، وهو شر مكروه.
وقال الزمخشري : والبلاء : المِحْنة إن أشير ب « ذلكم » إلى صنيع فِرْعَونَ، والنعمة إن أشير به إلى الإنجاء، وهو حسن.
وقال ابن عطية :« ذلكم » إشارة إلى جملة الأمر، إذ هو خير فهو كفرد حاضر، كأنه يريد أن يشير به إلى مجموع الأمرين من الإنْجَاءِ، والذبحن ولهذا قال بعده :« يكون البلاء في الخير والشر »، وهذا غير بعدي؛ ومثله :[ الرمل ]

٤٨٠ إنَّ لِلْخَيْرِ ولِلشَّرِّ مَدًى .....................
وكل ذلك وجه.
وقيل : و « من ربكم » متعلّق ب « بلاء »، و « من » لابتداء الغاية مجازاً.
وقال أبو البقاء : هو في موضع رفع صفة ل « بلاء »، فيتعلّق بمحذوف. وفي هذها نظر، من حيث إنه إذا إجتمع صفتان، إحْدَاهما صريحة، والأخرى مؤولة، قُدِّمت الصريحة، حتى إن بعض الناس يجعل ما سواه ضرورةً، و « عظيم » صفة ل « بلاء » وقد تقدم معناه مستوفى [ في أول السورة ].


الصفحة التالية
Icon