ويقال لكل ما قَدُمَ : فارض؛ قال [ الرجز ]
٥٧١ شَيَّبَ أَصْدَاعِيْ فَرَأْسِي أَبْيَضُ | مَحَامِلٌ فِيهَا رِجَالٌ فُرَّضُ |
وقال آخر :[ الرجز ]
٥٧٢ يَارُبَّ ذِي ضِغْنٍ عَلَيَّ فَارِضِ | لَهُ قُرُوءٌ كَقُروءِ الْحَائِضِ |
وقيل : لأن فريضة البقر تَبِيعٌ ومُسِنَّةٌ، قال : فعلى هذا تكون الفارض اساً إسلاميّاً.
وقيل :« الفَارِضُ » : التي ولدت بطوناً كثيرة فيتسّع جوفها لذلك؛ لأن معنى الفارض في اللغة الواسع، نقله القرطبي عن بعض المتأخرين. ويقال : فَرَضَتْ تَفْرِضُ بالفتح فُرُوضاً.
وقيل : فَرُضَتْ بالضم أيضاً.
وقال المفضَّل بن سَلَمَةَ : الفارض : المُسِنَّة. و « البِكْر » : ما لم تحمل.
وقيل : ما ولَدَتْ بطناً واحداً، وذلك الولد بِكْرٌ أيضاَ. قال : الرجز ]
٥٧٣ يَا بِكْرَ بَكْرَين وَيَا خِلْبَ الْكَبِدْ | أَصْبَحْتَ مِنِّي كِذِرَاع مِنْ عَضُدْ |
وقال المفضَّل بن سلمة : البِكْر : الشابة.
قال القفال رحمه الله تعالى : اشتقاق البكر يدل على الأول، ومنه الباكورة لأول الثمرة، ومنه : بُكْرَة النهار، ويقال : بكرت عليه البارحة، إذا جاء في أول الليل.
والأظهر أنها هي التي لم تلد؛ لأن المعروف من اسم البكر من إناث بني آدم : ما لم يَنْزُ عليها الفحل.
قوله : عَوَانٌ صفة ل « بقرة »، ويجوز أن يكون خبر المبتدأ محذوف أي : هي عَوانٌ كما تقدم في ﴿ لاَّ فَارِضٌ ﴾ [ البقرة : ٦٨ ] والعوان : النَّصَف، وهو التوسُّط بين الشيئين، وذلك أقوى ما يكون وأحسنه؛ قال :[ الوافر ]
٥٧٤....................... | نَوَاعِمُ بَيْنَ أَبْكَارٍ وَعُون |
٥٧٥ كُمَيْتٍ بَهِيمٍ اللَّونِ لَيْسَ بِفَارضٍ | وَلاَ بِعَوانٍ ذَاتِ لَوْنٍ مُخَصَّفِ |
وقيل : هي التي ولدت مرة بعد أخرى منه « الحرب العوان » أي التي جاءت بعد حرب أخرى؛ قال زهير :[ الطويل ]
٥٧٦ إِذَا لَحِقَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرَّةٌ | ضَرُوسٌ تُهِمرُّ النَّاسَ أَنْيَابُهَا عُصْلُ |
٥٧٧....................... | .... في الأَكُفِّ اللاَّمِعَاتِ سُوُرْ |
قوله :« بين ذلك » صفة ل عوان « [ فهي ] في محلّ رفع، ويتعلق بمحذوف، أي : كائن بين ذلك، و » بين « إنما تضاف لشيئين فصاعداً، و جاز أن تضاف هنا إلى مفرد؛ لأنه يشار به إلى المُثَنَّى والمجموع؛ كقوله :[ الرمل ]
٥٧٨ إِنَّ لِلْخَيْرِ وَلِلشَّرِّ مَدًى | وَكِلاَ ذَلِكَ وَجْهٌ وَقَبَلْ |