﴿ واشتروا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ [ آل عمران : ١٨٧ ] وقال :﴿ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [ البقرة : ١٤٦ ].
قال ابن الخطيب : ويجب أن يكونوا قليلين؛ لأن الجَمْع العظيم لا يجوز عليم كِتْمَان ما يعتقدون؛ لأنا إنْ جوزنا ذلك لم نعلم المحق من المبطل، إن كثر العدد.
فإن قيل : قوله :« عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ » تكْرار.
أجاب القَفّال رضى الله عنه بوجهين :
أحدهما :« مَنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوا مراد الله تعالى منه »، فأوّلوه تأويلاً فاسداً يعلمون أنه غير مراد الله تعالى.
والثاني : أنهم عقلوا مراد الله تَعَالى، وعلموا أن التأويل الفاسد يكسبهم العذاب والعقوبة من الله تعالى.
واعلم أن المقصود من ذلك تسلية الرسول ﷺ وتصبيره على عنادهم فكلما كان عنادهم أعظم كان ذلك في التسلية أقوى.


الصفحة التالية
Icon