والثاني : أن يكون مرفوعاً بفعل محذوف يفسره هذا الظاهر، وتكون المساألةُ مِنْ باب الاشتغال، فما حذف الفعل انفصل الضَّمير؛ ويكون كقوله :[ الطويل ]
٦٤٥ فإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا | فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ |
فصل
حمله بعضهم على نفس النُّصْرة في الآخرة، والأكثرون حلموه على نفي النُّصْرة في الدنيا.
قال ابن الخطيب : والأول أولى، لأنه تعالى جاء على صنعهم ولذلك قال :﴿ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب ﴾ وهذه الصّفة لا تليق إلا بالآخرة؛ لأنَّ عذاب الدنيا وإن حصل، فيصير كالحدود؛ لأن الكُفَّار قد يصيرون غالبين للمؤمنين في بعض الأوقات.