الخامس : أن كلّ واحد كمنها دالّ على اسم من أسماء الله -تعالى- وصفة من صفاته.
قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في « الم » :« الألف إشارة إلى أنه [ أحد، أول، آخر، أزلي، » واللام « إشارة إلى أنه لطيف، » والميم « إشارة إلى أنه ] مَلِك مَجِيد مَنَّان ».
وقال في « كهيعص » : إنه ثناء من الله -تعالى- على نفسه، « والكاف » يدل على كونه كافياً، « والهاء » على كونه هادياً، « والعين » على العالم، « والصاد » على الصادق. وذكر ابن ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه حمل « الكاف » على الكبير والكريم، « والياء » على أن الله يجير، « والعين » على أن الله العزيز والعدل.
والفرق بين هذين الوجهين أنه في الأول خصّص على كل واحد من هذه الحروف باسم معين، وفي الثاني ليس كذلك.
السادس : بعضها يدلّ على أسماء الذات، وبعضها على أسماء الصّفات. قال ابن عباس -Bهما- في « الم » أنا الله أعلم، وفي « المص » أنا الله أفصل، وفي « الر » أنا الله أرى، وهذه رواية أبي صالح، وسعيد بن جبير عنه.
قال الزَّجَّاج :« وهذا أحسن، فإن العرب تذكر حرفاً من كلمة تريدها كقولهم :[ مشور السريع ]
٩٨- قُلْنَا لَهَا : قِفِي لَنَا قَالت : قَافْ.......................
وأنشد سيبويه لغيلان :[ الرجز ]

٩٩- نَادُوهُمْ أَنَ الْجِمُوا، أَلاَ تَاَ قَالُوا جَمِعاً كُلُّهُمْ أَلاَ فَا
أي : لا تَرْكَبُوا، قالوا : بَلَى فَارْكَبُوا.
وأنشد قُطْرب :[ الرجز ]
١٠٠- جَارَيَةٌ قَدْ وَعَدَتْنِي أنْ تَا تَدْهُنَ رَأْسي وَتُفَلِّيني وَتَا
السّابع : كلّ مها يدلّ على صفات الأفعال، ف »
الألف « آلاؤه، و » اللاّم « لُطْفه، و » الميم « مَجْدُه، قاله محمد بن كَعْبٍ القُرَظي.
الثَّامن : بعضها يدلّ على أسماء الله -تعالى- وبعضها يدلّ على أسماء غير الله تعالى.
قال الضَّحاك :»
الألف « من الله، و » اللم « من جبريل، و » الميم « من محمد ﷺ [ أّي أنزل الله الكتاب على لسان جبريل عليه الصَّلاة والسلام ].
التاسع : ما قاله المبرّد : واختاره جمعٌ عظيم من المحقَّقين -أن الله- تعالى- إنَّما ذكرها احتجاجاً على الكُفَّار، وذلك أن الرَّسول -عليه الصلاة والسّلام- لما تحدّاهم أن يأتوا بِمِثْلِ القرآن، أو بِعَشْرِ سُوَرٍ، أو بسورة، فعجزوا عنه أنزلت هذه الأحرف تنبيهاً على أن القرآن ليس إلاّ من هذه الأحرف، وأنتم قادرون عليها، وعارفون بقوانين الفَصَاحة، فكان يجب أن تأتوا بِمِثل هذا القرآن، فلما عجزتم عنه دلّ ذلك على أنه من عِندِ الله لا من البَشَرِ.
العاشر : قول أبي روق وقُطْرب : إن الكفَّار لما قالوا :


الصفحة التالية
Icon