وعن ابن كثير أنه رأى النبي ﷺ وهو يقرأ « جَبْرِيلَ ومِيكَائيلَ »، قال : فلا أزال أقرؤها كذلك.
الثالثة : جَبْرَئِيل كَعْنتَريس، وهي لغة قيس وتميم، وبها قرأ حمزة والكسائيُّ؛ وقال حسَّان :[ الطويل ]
٦٨٢ شَهِدْنَا فَمَا تَلْقَى لَنَا مِنْ كَتِيبَةٍ | يَدَ الدَّهْرِ إِلاَّ جَبْرَئِيلُ أمَامَهَا |
٦٨٣ عَبَدُوا الصَّلِيبَ وَكَذَّبُوا بِمُحَمَّدٍ | وَبِجَبْرئِيلَ وَكَذَّبُوا مِيكَالاَ |
الخامسة : كذلك إلاّ أن اللام مشددة، وتروى أيضاَ عن صام ويحيى بن يعمر أيضاً قالوا : و « إِلٌّ » بالتشديد اسم الله تعالى.
وفي بعض التفاسير :﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾ [ التوبة : ١٠ ] قيل : معناه : الله وروي عن أبي بكر لما سمع بِسَجْع مسيلمة : هذا كلام لم يخرج من إِلَّ.
السادسة : جَبْرَائِل بألف بعد الرَّاء، وهمزة مكسورة بعد الألف، وبها قرأ عكرمة.
السابعة : مثلها إلا أنها بياء الهمزة.
الثامنة : جِبْرَائيل بياءين بعد الألف من غير همزة، وبها قرأ الأعمش ويحيى أيضاً.
التاسعة : جِبْرَال.
العاشرة : جِبْرَايل بالياء والقصر، وهي قراءة طلحة بن مُصَرِّف.
الحادية عشرة : جَبْرِينَ بفتح الجيم والنون.
والثانية عشرة : كذلك إلا أنه بكسر الجيم.
والثالثة عشرة : جَبْرايين.
والجملة من قوله :« مَنْ كَانَ » في محلّ نصب بالقول، والضمير في قوله « فإنّه » يعود على جبريل وفي قوله :« نزله » بعود على القرآن، وهذا موافق لقوله :﴿ نَزَلَ بِهِ الروح الأمين ﴾ [ الشعراء : ١٩٣ ] في قراءة من رفع « الروح » ولقوله :« مصدقاً ».
وقيل : الأول يعود على الله، والثاني يعود على جبريل، وهو موافق لقراءة من قرأ « نَزَّ بهِ الرُّوح » بالتشديد والنصب، وأتى ب « التي تقتضي الاستعلاء دون » إلى « التي تقتضي الانتهاء، وخصّ القلب بالذكر؛ لأنه خزانة الحِفْظ، بيت الربّ تعالى [ وأكثر الأمة على أنه أنزل القرآن عليه، لا على قلبه، إلاَّ أنه خصّ القلب بالذكر؛ لأن الذي نزل به ثبت في قلبه حفظاً حتى أدَّاه إلى أمّته، فلمّا كان سبب تمكّنه من الأداء ثبات حفظه قي قلبه جاز أن يقال : نزله على قلبك، وإن كان في الحقيقة نزل عليه لا على قلبه، ولأنه أشرف الأعضاء.
قال عليه الصَّلاة السَّلام :» أَلاَ إِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ « ] وأضافه ضمير المخاطب دون ياء المتكلم، وإن كان ظاهر الكلام يقتضي أن يكون » على قلبي « لأحد الأمرين :