وفي الثانية ما في تقديم الريب على الظَّرف.
وفي الثالثة ما في تقديم « الريب » على الظرف.
وفي الرابعة الحذف، ووضع المصدر الذي هو « هدى » موضع الوصف الذي هو « هاد » وإيراده منكراً.
« المتقين » جمع « مُتَّقٍ »، وأصله : مُتَّقِيينَ بياءينِ، الأولى : لام الكلمة، والثانية علامة الجمع، فاستثقلت الكسرة على لام الكلمة، وهي الياء الأولى فحذفت، فالتقى ساكنان، فَحذف إحداهما وهي الأولى.
و « متقٍ » من اتقى يتّقي وهو مُفْتَعِل الوِقَايَةِ، إلا أنه يطرد في الواو والياءلا إذا كانتا فاءين، ووقعت بعدهما « تاء » الافتعال أن يبدلا « تاء » نحو :« اتَّعَدض » من الوَعْدِ، و « اتَّسَرَ » من اليُسْرِ. وَفِعْلُ ذلك بالهمزة شاذ، قالوا :« اتَّزَرَ » و « اتَّكَلَ » من الإِزَارِ، والأَكْلِ.
و ل « افتعل » اثنا عشر معنى :
الاتِّخَاذ نحو :« اتقى ».
والتسبب نحو :« اعمل ».
وفعل الفاعل بنفسه نحو :« اضطرب ».
والتخير نحو :« انتخب ».
والخطف نحو :« استلب ».
ومطاوعة « أَفْعَلَ » نحو :« انتصف ».
ومطاوعة « فَعَّلَ » نحو « عمّمته فاعتمّ.
وموافقة » تَفَاعَلَ « و » تَفَعَّلَ « و » اسْتَفْعَلَ « نحو : احتور واقتسم واعتصم، بمعنى تحاور وتقَسَّم واستعصم.
وموافقة المجرد، نحو » اقتدر « بمعنى : قَدَرَ.
والإغناء عنه نحو :» اسْتَلَم الحجر «، لم يُلْفَظْ له بمجرد.
و » الوقاية « : فرط الصيانة، وشدة الاحتراس من المكروه، ومنه » فرس وَاقٍ « : إذا كان يقي حافِرهُ أدنى شيء يصيبه.
وقيل : هي في أصل اللَّغة قلّة الكلام.
وفي الحديث :» التَّقِيُّ مُلْجَمٌ «.
ومن الصيانة قوله :[ الكامل ]١١٧- سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ | فَتَنَاوَلَتْهُ وَاتَّقَتَا بِاليَدِ |
وقال آخر :[ الطويل ]١١٨- فَاَلْقَتْ قِنَاعً دُوُنَهُ الشَّمْسَ واتَّقَتْ | بِأَحْسَنِ مَوْصُولَيْنِ كَفَّ وَمِعْصَمِ |
قال أبو العباس المقرىء : ورد لفظ » الهدى « في القرآن بإزاء ثلاثة عشر معنى :
الأول : بمعنى » البَيَان « قال تعالى :﴿ أولئك على هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ [ البقرة : ٥ ] أي : على بيان، ومثله، ﴿ وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [ الشورى : ٥٢ ] أي : لتبين، وقوله تبارك وتعالى :﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ ﴾ [ فصلت : ١٧ ] أي : بَيَّنَّا لهم.
الثاني : الهُدَى : دين الإسلام، قال تعالى :﴿ قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله ﴾ [ آل عمران : ٧٣ ] أي : دين الحق هو دين الله.
وقوله :﴿ إِنَّكَ لعلى هُدًى ﴾ [ الحج : ٦٧ ] أي : دين الحق.
الثالث : بمعنى » المَعْرِفَة « قال تعالى :﴿ وبالنجم هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [ النحل : ١٦ ] أي : يعرفون، وقوله تعالى :﴿ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أتهتدي أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ ﴾ [ النمل : ٤١ ] أي : أتعرف.
الرابع : بمعنى » الرسول « قال تعالى :﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى ﴾ [ البقرة : ٣٨ ] أي : رسول.