١٦٤- كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا فَإِنَّ زَمَانَكُمْ زَمَنٌ خَمِيصُ
أي : بطونكم.
ومثله قال سيبويه :« إنه وإن وُحِّد لفظ السمع إلاَّ أن ذكر ما قبله وما بعجه بلفظ الجمع دليل على إرادة الجمع ».
ومنه أيضاً قال تَعَالى :﴿ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور ﴾ [ البقرة : ٢٥٧ ]، ﴿ عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال ﴾ [ ق : ١٧ ] ؛ قال الراعي.
١٦٥- بِهَا جِيَفُ الحَسْرى فأمّا عِظَامُهَا فَبِيضٌ وأَمَّا جِلْدُهَا فَصَلِيبُ
أي : جلودها.
وقرأ ابن أبي عَبْلَةَ :« أسماعهم ».
قال الزمخشري : واللفظ يحتمل أن تكون الأسماع داخلة في حكم الخَتْم، وفي حكم التَّغْشِيَةِ، إلاّ أن الأولى دخولها في حكم الختم؛ لقوله تعالى :﴿ وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾ [ الجاثية : ٢٣ ]
و « الأبصار » : جمع بصر، وهو نور العين الذي يدرك به المرئيات.
قالوا : وليس بمصدر لجمعه، ولقائل أن يقول : جمعه لا يمنع كونه مصدراً في الأصل، وإنما سهل جَمْعَهُ كَوْنُهُ سمي به نور العين، فَهُجِرَت فيه معنى المصدرية، كما تقدم في قلوب جمع قَلْب.
وقد قلتم : إنه في الأصل مصدر ثم سمي به، ويجوز أن يكنى به عن العَيْن، كما كي بالسمع عن الأذن، وإن كان السَّمع في الأصل مصدراً كما تقدم.
وقرأ أبو عمرو والكِسَائي :« أبصارهم » بالإِمَالَةِ، وكذلك كلّ ألف بعدها مجرورة في الأسماء كانت لام الفعل يميلانها.
ويميل حمزة منها ما تكرر فيه الراء « كالقرار » ونحوه، وزاد الكسائي إمالة ﴿ جَبَّارِينَ ﴾ [ المائدة : ٢٢ ]، و ﴿ الجوار ﴾ [ الشورى : ٣٢ ]، و ﴿ بَارِئِكُمْ ﴾ [ البقرة : ٥٤ ]، و ﴿ مَنْ أنصاريا ﴾ [ آل عمران : ٣٢ ]، و ﴿ نُسَارِعُ ﴾ [ المؤمنون : ٥٦ ] وبابه، وكذلك يميل كل ألف هي بمنزلة لام الفعْل، أو كانت علماً للتأنيث مثل :﴿ الكبرى ﴾ [ طه : ٢٣ ]، و ﴿ الأخرى ﴾ [ الزمر : ٤٢ ]، ولام الفعل مثل :﴿ يَرَى ﴾ [ البقرة : ١٦٥ ]، و ﴿ افترى ﴾ [ آل عمران : ٩٤ ] يكسرون الراء منها.
و « الغشاوة » : الغطاء. قال :[ الطويل ]
١٦٦- تَبِعْتُكَ إِذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غِشَاوَةٌ فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسِي أَلُومُهَا
وقال :[ البسيط ]
١٦٧- هَلاَ سَأَلْتِ بَنِي ذُبْيَانَ مَا حَسبِي إِذا الدُّخَانُ تَغَشِّى الأَشْمَطَ الْبَرِمَا
وجمعها « غشاءٌ »، لما حذفت الهاء قلبت الواو همزة.
وقيل :« غشاوي » مثل « أداوي ».
قال الفارسي : لم أسمع من « الغشاوة » فعلاً متصرفاً ب « الواو »، وإذا لم يوجد ذلك، وكان معناها معنى ما « اللام » منه « الياء »، وهو غشي بدليل قولهم :« الغِشْيَان »، و « الغشاوة » من غشي ك « الجِبَاوة » من جبيت في أن « الواو » كأنها بدل من « الياء »، إذْ لم يُصَرَّفْ منه فعل كما لم يُصَرَّف منه الجباوة. وظاهر عبارته أن « الواو » بدل من « الياء »، و « الياء » أصل بدليل تصرف الفعل منها دون مادة « الواو ».


الصفحة التالية
Icon