والذي يظهر أن لهذا المعنى مادتين « غ ش و »، و « غ ش ي »، ثم تصرفوا في إحدى المادتين، واستغنوا بذلك عن التصرف في المادة الأخرى، وهذا أقرب من ادعاء قلب « الواو » « ياء » من غير سبب، وأيضاً « الياء » أخف من « الواو »، فكيف يقلبون الأخف للأثقل؟ و « لهم » خبر مقدم فيتعلّق بمحذوف، و « عذاب » مبتدأ مؤخر و « عظيم » صفة. والخبر -هنا- جائز التقديم؛ لأن للمبتدأ مسوغاً وهو صفة ونظيره :﴿ وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ﴾ [ الأنعام : ٢ ] من حيث الجواز.
والعذاب في الأَصْل : الاستمرار، ثم سمي به كلّ استمرار أَلِمٍ.
وقيل : أصله : المَنْع، وهذا هو الظَّاهر، ومنه قيل للماء : عَذَب؛ لأنه يمنع العطش، والعذاب يمنع من الجريمة.
« عظيم » اسم فاعل من « عَظُمَ »، نحو : كريم من « كَرُم » غير مذهوب به مذهب الزمان، وأصله أن توصف به الأجرام، ثم قد توصف به المعاني.
وهل هو و « الكبير » بمعنى واحد أو هو فوق « الكبير » ؛ لأن العظيم يقابل الحقير، والكبير يقابل الصغير، والحقير دون الصغير؟ قولان.
و « فعيل » له معانٍ كثيرة، يكون اسماً وصفة، والاسم مفرد وجمع، والمفرد اسم معنى، واسم عين، نحو :« قميص وظريف وصهيل وكليب جمع كلب ».
والصفة مفرد « فُعْلَة » ك « غَزِب » يجمع على غُزَاة « ومفرد » فَعَلَة « ك » سَرِي « يجمع على » سَرَاة «.
ويكون اسم فاعل من »
فَعُلَ « نحو : عظيم من عَظُم كما تقدم.
ومبالغةً في »
فَاعِل «، نحو » عليم من عالم «.
وبمعنى »
أَفْعَل « ك » شميط « بمعنى :» أشمط « و » مَفْعُول « ك » جريح « بمعنى : مجروح، و » مُفْعِل « ك » سَمِيع « بمعنى » « مُسْمِع »، و « مُفْعَل »، ك « وَلِيد » بمعنى : مُولَد، و « مُفَاعِل »، ك « جَلِيس » بمعنى : مُجَالِس، و « مُفْعَل »، ك « بَدِيع » بمعنى : مُبْتَدِع، و « مُفْتَعِّل » ك :« سَعِير » بمعنى : مُتَسَعِّر «، و » مُسْتَفْعِل « ك » مَكِين « بمعنى :» مُسْتَمْكن «.
و »
فَعْل « ك » رطيب « بمعنى :» رَطْبْ «، و » فَعَل « ك » عجيب « بمعنى :» عجب « و » فِعَال « ك » صحيح « بمعنى : صِحَاح، وبمعنى :» الفاعل والمفعول « ك » صريخ « بمعنى :» صاروخ ومصروخ «.


الصفحة التالية
Icon