وبمعنى الواحد والجمع نحو :« خليط »، وجمع فاعل ك « ريب » جمع غارب.
فصل في أيهما أفضل : السمع أو البصر؟
من الناس من قال : السَّمع أفضل منى البَصَرِ؛ لأن الله -تعالى- حيث ذكرهما قد السَّمع على البصر، والتقديم دليلٌ على التفضيل، ولأن السمع شرط النبوّة بخلاف البَصَرِ، ولذلك ما بعث الله رسولاً أَصَمّ، وقد كان فيهم الأعمى، ولأنَّ بالسَّمع تصلُ نتائج عقول البعض إلى البعض، فالسمع كأنه سبب لاستكمال العَقْلِ بالمعارف، والبَصَر لا يوقفك إلى على المحسوسات، ولأن السمع متصرف في الجهات السّت بخلاف البَصَرِ، ولأن السمع متى بطل النُّطق، والبصر إذا بطل لم يبطل النُّطق.
ومنهم من قدم البصر؛ لأنّ آلة القوة الباصرة أشرف، ولأن متعلق القوة الباصرة هو النور، ومتعلّق القوة السَّامعة هو الريح.
فصل في ألفاظ وردت بمعنى الختم
الألفاظ الواردة في القرآن القريبة من معنى الخَتْم هي « الطَّبع » و « الكنان » و « الرين » على القلب، و « الوقر » في الأذن، و « الغشاوة » في ابصر.
واختلف الناس في هذا الخَتْم : فالقائلون بأن أفعال العباد مخلوقة لله -تعالى- فهذا الكلام على مذهبهم ظاهر، ثم لهم قولان :
منهم من قال : الختم هو خلق الكُفْر في قلوب الكفار.
ومنهم من قال هو خلق الدَّاعية التي إذا انضمّت إلى القدرة صار مجموع القدرة معها سبباً موجباً لوقوع الكُفْر.
وأما المعتزلة فأوّلوا هذه الآية، ولم يرجوها على ظاهرها.
أما قوله تعالى :« لهم عذاب عظيم » أي : في الآخرة.
وقيل : الأَسْر والقَتْل في الدنيا، والعذاب الدائم في العُقْبى.
و « العذاب » مشتق من « العَذْب » وهو القَطْع، ومنه سمي الماء الفرات عَذْباً، لأنه يقطع العطش.