فصل في ادعائهم الإيمان واليوم الآخر
ذكر ابن الخطيب هنا سؤالاً وهو : أنّ المنافقين كانوا مؤمنين بالله، واليوم الآخر، ولكنهم كانوا منكرين نبوة محمد -E- فلم كذبوا في ادّعائهم الإيمان بالله، واليوم الآخر؟
وأجاب فقال : إن حملنا على مُنَافقي أهل الكتاب -وهم اليهود- فإنما كذبهم الله -تعالى- لأن إيمان اليَهُود بالله ليس بإيمان؛ لأنّهم يعتقدونه جماً، وقالوا : عزيرٌ ابن الله، وكذلك إيمانهم باليوم الآخر ليس بإيمان، فلما قالوا : آمنّا بالله كان خبثهم فيه مضاعفاً؛ لأنهم كانوا بقلولهم يؤمنون به على ذلك الوجه الباطل، وباللِّسَان يوهمون المسلمين بقولهم : إنا آمنا بالله مثل إيمانكم، فلهذا كذبهم الله -تعالى- فيه.