﴿ أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ﴾ [ الأعراف : ٤ ] إلى الأهل المحذوف.
الثاني : أنها تعود على معنى الثمرات؛ لأنها بمعنى الثَّمر.
الثالث : أنها تعود على النَّخيل.
الرابع : أنها تعود على الجنس.
الخامس : أنها تعود على البعض.
السادس : أنها تعود على المذكور.
الوجه الثالث من الأوجه الأول : أنه معطوف على قوله :« فِي الأنعَام » فيكون في المعنى خبراً عن اسم إنَّ في قوله - تعالى- :﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنعام لَعِبْرَةً ﴾ التقدير : وإن لكم في الأنعام ومن ثمرات النخيل لعبرة، ويكون قوله :« تَتَّخِذُون » بياناً وتفسيراً للعبرة، كما وقع « نُسْقِيكُمْ » تفسيراً لها أيضاً.
الرابع : أن يكون خبراً لمبتدأ محذوف، فقدَّره الطبري : ومن ثمرات النَّخيل والأعناب ما تتَّخذون.
قال أبو حيان :« وهو لا يجوز على مذهب البصريِّين ».
قال شهاب الدين : وفيه نظر؛ لأنَّ له أن يقول : ليست « ما » هذه موصولة، بل نكرة موصوفة، وجاز حذف الموصوف والصِّفة جملة؛ لأنَّ في الكلام « مِنْ »، ومتى كان في الكلام « مِنْ » اطرد الحذف، نحو :« مِنَّا ظَعَنَ ومنَّا أقَامَ » ؛ ولهذا نظَّره مكيٌّ بقوله - تعالى - :﴿ وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ﴾ [ الصافات : ١٦٤ ]، أي : إلاَّ من له مقام معلوم، قال : فحذفت « مَنْ » لدلالة « مِنْ » عليها في قوله :« ومَا منَّا إلاَّ لهُ ».
ولمَّا قدَّر الزمخشري الموصوف، قدره :« ثمر تتَّخذون منه » ؛ ونظَّره بقول الشاعر :[ الرجز ]
٣٣٣٩- يَرْمِي بكفَّي كان مِنْ أرْمَى البَشرْ... تقديره : بكفَّي رجلٍ، إلا أنَّ الحذف في البيت شاذٌّ؛ لعدم « مِنْ ».
ولما ذكر أبو البقاء هذا الوجه؛ قال :« وقيل : هو صفة لمحذوفٍ تقديره : شيئاً تتخذون منه بالنصب، أي : وإن من ثمرات النَّخيل وإن شئت » شيءٌ « - بالرفع - على الابتداء، و » مِنْ ثمراتِ « خبره ».
قال الواحدي :« و » الأعْنابِ « عطف على الثَّمرات لا على » النَّخيل « ؛ لنَّه يصير التقدير : ومن ثمرات الأعناب، والعنب نفسه ثمرة وليس له ثمرة أخرى ».
والسَّكرُ : بفتحتين فيه أقوال :
أحدها : أنه من أسماء الخمر؛ كقول الشاعر :[ البسيط ]

٣٣٤٠- بِئْسَ الصُّحَاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُم إذَا جَرَى فِيهِمُ المُزَّاءُ والسَّكرُ
الثاني : أنه في الأصل مصدر، ثم سمِّي به الخمر، يقال : سَكرَ يَسْكَرُ سُكْراً وسَكَراً؛ نحو : رَشِد يَرشَدُ رُشْداً ورَشَداً؛ قال الشاعر :[ الوافر ]
٣٣٤١- وجَاءُونَا بِهمْ سَكَرٌ عَليْنَا فأجْلَى اليَومُ والسَّكرانُ صَاحِي
قاله الزمخشري.
الثالث : أنه اسم للخلِّ بلغة الحبشة؛ قاله ابن عبَّاس.
الرابع : أنه اسم للعصير ما دام حلواً؛ كأنَّه سمِّي بذلك لمىله لذلك لو ترك.
الخامس : أنه اسم للطعم، قاله ابو عبيدةح وأنشد :[ الرجز }


الصفحة التالية
Icon