﴿ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ [ الأنبياء : ٩٨ ]، أي : يُلقَوْنَ فيها، ومعنى قوله « حَاصِباً » أي عذاباً يحصبهم، أي : يرميهم بحجارةٍ.
قال أبو عبيدة والقتيبيُّ : الحاصبُ : الرِّيحُ التي ترمي بالحصباء، وهي الحصى الصِّغار؛ قال الفرزدق :

٣٤٤١- مُسْتَقْبِلينَ شَمالَ الشَّامِ تَضْرِبُهمْ حَصْبَاءُ مِيْلُ نَدِيفِ القُطْنِ مَنْثُورِ
ويسمَّى السَّحاب الذي يرمي بالبرد والثَّلج حاصباً، لأنه يرمي بهما رمياً، ولم يؤنثه : إمَّا لأنه مجازيٌّ، أو على النسب، أي : ذات حصبٍ.
وقال الزجاج : الحاصب التُّراب الذي فيه الحصباء، فالحاصب على هذا هو ذُو الحصباء، مثل اللاَّبن والتَّامر.
﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً ﴾ قال قتادة : مَانِعاً.
قوله تعالى :﴿ أَفَأَمِنْتُمْ ﴾ : استفهام توبيخ وتقريع، وقدَّر الزمخشريُّ على قاعدته معطوفاً عليه، أي : أنجوتم، فأمنتم.
وقوله تعالى جلَّ ذكره ولا إله إلا هو :﴿ جَانِبَ البر ﴾ فيه وجهان :
أظهرهما : أنه منصوبٌ على الظرف. و « بِكُمْ » [ يجوز ] أن [ تكون ] حالية، أي مصحوباً بكم، وأن تكون للسببية.
قيل : ولا يلزم من خسفه بسببهم أن يهلكوا.
وأجيب بأنَّ المعنى : جانب البرِّ الذي أنتم فيه، فيلزم بخسفه هلاكهم، ولولا هذا التقدير، لم يكن في التوعُّد به فائدة.
قوله :« أن نخسف » « أو نُرسِلَ » « أو نُعِيدكم » « فَنُرْسِلَ » [ « فنُغْرِقكم » ] قرأها بنون العظمة ابن كثير، وأبو عمرو، والباقون بالياء فيها على الغيبة، فالقراءة الأولى على سبيل الالتفات من الغائب في قوله « ربُّكم » إلى آخره، والقراءة الثانية على سننِ ما تقدَّم من الغيبة.


الصفحة التالية
Icon