وأجيب بأنه محمول على الألفاظ، وهي حادثة.
قوله :﴿ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ ﴾ : قرأ العامة بكسر « إنْ » على أنها شرطية، والجواب محذوفٌ عند الجمهور؛ لدلالة قوله :« فَلعلَّكَ »، وعند غيرهم هو جوابٌ متقدِّم، وقرئ :« أنْ لَمْ » بالفتح؛ على حذف الجارِّ، أي : لأنْ لم يؤمنوا.
وقُرئ « بَاخِعُ نَفْسِكَ » بالإضافة، والأصل النصبُ، وقال الزمخشري « وقرئ طبَاخعُ نَفْسكَ » على الأصل، وعلى الإضافة. أي : قاتلها ومهلكها، وهو للاستقبال فيمن قرأ « إنْ لمْ يُؤمِنُوا »، وللمضيِّ فيمن قرأ « إنْ لم تُؤمنوا » بمعنى : لأن لم تُؤمِنُوا « يعني أنَّ باخعاً للاستقبال في قراءة كسر » إنْ « فإنها شرطية، وللمضيِّ في قراءةِ فتحها، وذلك لا يأتي إلا في قراءة الإضافة؛ إذ لا يتصوَّر المضيُّ مع النصب عند البصريين، وعلى هذا يلزم ألاَّ يقرأ بالفتح، إلا من قرأ بإضافة » بَاخِع «، ويحتاج في ذلك إلى نقل وتوقيف.
قوله :»
أسفاً « يجوز أن يكون مفعولاً من أجله، والعامل فيه » بَاخعٌ « وأن يكون مصدراً في موضع الحال من الضمير في » بَاخعٌ «.
والأسف : الحزن، وقيل : الغضب، وقد تقدَّم في الأعراف عند قوله :﴿ غَضْبَانَ أَسِفاً ﴾ [ الأعراف : ١٥٠ ] وفي يوسف عند قوله :﴿ ياأسفى عَلَى يُوسُفَ وابيضت ﴾ [ يوسف : ٨٤ ].


الصفحة التالية
Icon