و « باسطٌ » اسم فاعل ماض، وإنما عمل على حكاية الحال، الكسائي يعمله، ويستشهد بالآية.
والوَصِيدُ : الباب؛ قاله ابن عبَّاس والسديُّ. وقيل : العَتبَةُ.
والكهفُ لا يكون له بابٌ، ولا عتبة، وإنما أراد موضع الباب.
وقال الزجاج : الوصيد فناءُ البيت، وفناء الدَّار.
وقيل : الصَّعيدُ والتُّراب.
قال الشاعر :[ الطويل ]

٣٥٠٠- بأرْضِ فَضاءٍ لا يسدُّ وصيدُها عَليَّ ومَعرُوفِي بها غَيْرُ مُنْكرِ
وجمعه : وصائد ووصدٌ.
وقيل : الوصيدُ : الصَّعيدُ والتراب.
قال يونس، والأخفش، والفراء : الأصيدُ والوصيدُ لغتان؛ مثل : الوكاف والإكاف.
وقال مجاهدٌ، والضحاك :« الوَصِيدُ » : الكهف.
وأكثر المفسرين على أنَّ الكلب كان من جنس الكلاب.
وروي عن ابن جريج : أنه كان أسداً، وسمِّي الأسد كلباً، فإن النبي ﷺ دعا على عتبة بن أبي لهبٍ، فقال :« اللَّهُم سلِّط عليه كلباً من كِلابِكَ » فافترسه الأسدُ.
قال ابن عباس : كان كلباً أغرَّ، واسمه قطميرٌ، وعن عليِّ : اسمه « ريَّان ».
وقال الأوزاعي : يشور قال السدي : يور.
وقال كعبٌ : صهباً.
وقال مقاتل : كان كلباً أصفر.
وقال الكلبيُّ : لونه كالحليج، وقيل غير ذلك.
قال خالد بن معدان : ليس في الجنَّة من الدوابِّ إلاَّ كلب أصحاب الكهف، وحمار بلعام.
قال ابن عباس وأكثر المفسرين : هربوا من ملكهم فمرُّوا براعٍ، معه كلبٌ، فتبعهم على دينهم، ومعه كلبه.
وقال الكلبيُّ : مرُّوا بكلبٍ فنبح عليهم، فطردوه، فعاد، ففعلوا ذلك مراراً، فقال لهم الكلب : لا تخشوا جانبي؛ فإنِّي أحبُّ أحبَّاء الله، فناموا؛ حتَّى أحرسكم.

فصل


قال عبيد بن عميرٍ : كان ذلك كلب صيدهم، ومعنى ﴿ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ ﴾، أي : ألقاها على الأرض مبسوطتين، غي رمقبوضتين.
ومنه قوله ﷺ :« اعتدلوا في السُّجودِ، ولا يَبْسُط أحدكم ذِرَاعيْهِ انْبسَاطَ الكلْبِ ».
قال المفسرون : كان الكلب بسط ذراعيه، وجعل وجهه عليهما.
قوله :﴿ لَوِ اطلعت ﴾ العامَّة على كسر الواو من « لَو اطَّلعْتَ » على أصل التقاء الساكنين، وقرأها مضمومة أبو جعفرٍ، وشيبة، ونافع، وابن وثَّاب، والأعمش؛ تشبيهاً بواوِ الضمير، وتقدَّم تحقيقه.
قوله :﴿ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً ﴾ لما ألبسهم الله من الهيبة؛ حتَّى لا يصل إليهم أحدٌ؛ حتى يبلغ الكتاب أجله، فيوقظهم الله من رقدتهم.
« فِرَاراً » يجوز أن يكون منصوباً على المصدر من معنى الفعل قبله؛ لأنَّ التولِّي والفرارَ من وادٍ واحدٍ، ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحالِ، أي : فارًّا، ويكون حالاً مؤكدة، ويجوز أن يكون مفعولاً له.
قوله :﴿ وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع « لمُلِّئْتَ » بالتشديد على التكثير. وأبو جعفرٍ، وشيبة كذلك، إلا أنه بإبدال الهمزة ياء، والزهري بتخفيف اللام والإبدال، وهو إبدال قياسي والباقون بتخفيف اللام، و « رُعباً » مفعول ثانٍ : وقيل : تمييزٌ.
قال الأخفش : الخفيفة أجود في كلام العربِ.


الصفحة التالية
Icon