أمَّا القول فهو قوله :﴿ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السماوات والأرض ﴾ وهذا يدل على أنَّ الخالق الذي خلقها لمنافع العباد هو الذي يحسن أن يعبد لأن القادر على ذلك هو الذي يقدر على الضرر والنفع، وهذه الطريقة هي نظير قوله :﴿ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً ﴾ [ مريم : ٤٢ ]، ثم قال :﴿ وَأَنَاْ على ذلكم مِّنَ الشاهدين ﴾ أي : على أنه لا إله إلا الذي يستحق العبادة إلا هو. وقيل :﴿ مِّنَ الشاهدين ﴾ على أنه خالق السموات والأرض.
وقيل : إنِّي قادر علىإثبات ما ذكرته بالحجة، وإني لست مثلكم أقول ما لا أقدر على إثباته بالحجة، ولم تزيدوا على أنكم وجدتم عليه آباءكم. وقيل : المراد منه المبالغة في التأكيد والتحقيق، كقول الرجل إذا بالغ في مدح آخر أو ذمه : أشهد أنه كريم أو ذميم.