٣٧٨١- المطعمُون الطَّعام في السنة ال | أَزْمة والفاعلون للزكوات |
ويجوز أن يراد بالزكاة العين، ويقدر مضاف محذوف، وهو الأداء، وحمل البيت على هذا أصح، لأنها فيه مجموعة. قال شهاب الدين : إنما أحوج أبا القاسم إلى هذا أن بعضهم زعم أنه يتعين أنْ يكون الزكاة هنا المصدر؛ لأنه لو أراد العين لقال : مؤدون ولم يقل : فاعلون، فقال الزمخشري : لم يمتنع ذلك لعدم صحة تناول فاعلون لها بل لأنّ الخلق ليسوا بفاعليها، وإنما جعل الزكوات في بيت أمية أعياناً لجمعها، لأنّ المصدر لا يجمع، وناقشه أبو حيان وقال : يجوز أن يكون مصدراً وإنما جمع لاختلاف أنواعه. وقال أبو مسلم : إنّ فعل الزكاة يقع على كل فعل محمود مرضي، كقوله :
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تزكى ﴾ [ الأعلى : ١٤ ]، وقوله :
﴿ فَلاَ تزكوا أَنفُسَكُمْ ﴾ [ النجم : ٣٢ ] ومن جملتهم ما يخرج من حق المال، وإنما سمي بذلك؛ لأنها تطهر من الذنوب، لقوله تعالى :
﴿ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [ التوبة : ١٠٣ ]. وقال الأكثرون : المراد بها هنا : الحق الواجب في الأموال خاصة؛ لأنّ هذه اللفظة قد اختصت في الشرع بهذا المعنى. فإنْ قيل : إن الله تعالى لم يفصل بين الصلاة والزكاة فَلِمَ فصل هنا بينهما بقوله :
﴿ والذين هُمْ عَنِ اللغو مُّعْرِضُونَ ﴾ ؟ فالجواب : لأنّ ترك اللغو من متمات الصلاة. قوله :
﴿ والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ الفرج اسم يجمع سوأة الرجل والمرأة، وحفظ الفرج التعفف عن الحرام. قوله :
﴿ إِلاَّ على أَزْوَاجِهِمْ ﴾ فيه أوجه :
أحدها : أنه متعلق ب
« حَافِظُونَ » على التضمين معنى ممسكين أو قاصرين وكلاهما يتعدى بعلى قال تعالى :
﴿ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ﴾ [ الأحزاب : ٣٧ ].
الثاني : أنّ
« عَلَى » بمعنى
« مِنْ » أي : إلا من أزواجهم كما جاءت
« مِنْ » بمعنى
« عَلَى » في قوله :
﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ القوم ﴾ [ الأنبياء : ٧٧ ] وإليه ذهب الفراء.
الثالث : أنْ يكون في موضع نصب على الحال، قال الزمخشري : إلاَّ وَالِينَ على أزواجهم أو قوّامين عليهنّ من قولك : كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان، ونظيره : كان زياد على البصرة أي : والياً عليها، ومنه قولهم : فلانة تحت فلان، ومن ثمّ سميت المرأة فراشاً.