٣٥٩٢- دَعْ عَنْكَ نَهْباً صيحَ في حُجُراتِهِ | ولكِنْ حدياً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ |
٣٥٩٣- هَوِّنْ عليمَ فإنَّ الأمُورَ | بكَفِّ الإلهِ مقاديرُهَا |
٣٥٩٤- غَدَتْ من عليْهِ بعدما تمَّ ظمؤهَا | تَصِلُ وعن قَيْضٍ بِبَيْدَاءَ مَجْهَلِ |
٣٥٩٥- فَقُلْتُ للرَّكْبِ لمَّا أن عَلا بِهِمُ | مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيَّا نظرةٌ قَبْلُ |
قال شهاب الدين -رضي الله تعالى عنه- : وفيه ذلك جوابان آخران :
أحدهما : أن الفعل الممنوع إلى الضمير المتصل، إنما هو من حيث يكون الفعلُ واقعاً بذلك الضمير، والضمير محلٌّ له؛ نحو :« دَعْ عنْكَ » و « هوِّنْ عليْكَ » وأمَّا الهزُّ والضمُّ، فليسا واقعين بالكاف، فلا محذور.
والثاني : أنَّ الكلام على حذف مضافٍ، تقديره : هُزِّي إلى جهتك ونحوك واضمم إلى جهتك ونحوك.
فصل في المراد بجذع النخلة
قال [ القفال ] : الجِذْعُ من النَّخلة : هو الأسفل، وما دُون الرَّأس الذيىعليه الثَّمرة.
وقال قطربٌ : كُلُّ خشبة في أصل شجرة، فهي جذعٌ.
قوله :« تُسَاقِطْ » قرأ حمزةُ « تَسَاقَطْ » بفتح التاء، وتخفيف السين، وفتح القاف، والباقون -غير حفص- كذلك إلا أنَّهم شدَّدُوا السِّين، وحفصٌ، بضم التاء، وتخفيف السين، وكسر القاف.
فأصلُ قراءةِ غير حفص « تتساقطْ » بتاءين، مضارع « تَساقَطَ » فحذف حمزة إحدى التاءين تخفيفاً؛ نحو :﴿ تَنَزَّلُ ﴾ [ القدر : ٤ ] و ﴿ تَذَكَّرُونَ ﴾ [ الأنعام : ١٥٢ ]، والباقون أدغمُوا في السِّين، وقراءة حفص مضارعُ « سَاقَطَ ».
وقرأ الأعمش، والبراء [ بنُ عازبٍ ] « يَسَّاقَطْ » كالجماعة، إلا أنه بالياء من تحتُ، أدغم التاء في السِّين؛ إذ الأصلُ :« يتساقَط » فهو مضارعُ « اسَّاقَطَ » وأصله « يَتَساقَطُ » فأدغمَ، واجتلبتْ همزة الوصل؛ ك « ادَّارَأ » في « تَدَارَأ ».
ونْقل عن أبي حيوة ثلاثُ قراءاتٍ :
وافقهُ مسروقٌ في الأولى، وهي « تُسْقِطْ » بضم التاء، وسكون السين، وكسر القاف من « أسْقَطَ ».
والثانية : كذلك إلا أنه بالياء من تحتُ.
الثالثةُ كذلك إلاّض أنه رفع « رُطَباً جَنِيًّا » بالفاعلية.
وقُرِئَ « تَتَسَاقَط » بتاءين من فوقُ، وهو أصل قراءة الجماعة، وتَسْقُط ويَسْقُط، بفتح التاء والياء، وسكون السين، وضمِّ القاف، فرفعُ الرطب بالفاعلية، وتعطي من الأفعال ما يوافقه في القراءات المتقدمة، ومن قرأ بالتاء من فوق، فالفعل مسندٌ : إمَّا للنَّخلة، وإمَّا للثمرةِ المفهومة من السياق، وإمَّا للجذْعِ، وجاز تأنيثُ فعله؛ لإضافته إلى مؤنَّث؛ فهو كقوله :[ الطويل ]