قال الزجاج :« بُكِيًّا » جمع باكٍ؛ مثل شاهدٍ وشُهوجٍ، وقاعدٍ وقُعُودٍ، ثمَّ قال : الإنسانُ في حال خُرُوره لا يكن ساجداً، والمرادُ : خرُّوا مقدِّمين للسُّجُودِ، ومن قال في « بُكِيًّا » : إنَّه مصدرٌ، فقد أخطأ؛ لأنَّ سُجَّداً جمع ساجدٍ، وبكياً معطوف عليه.

فصل


قال المفسِّرون : إنَّ الأنبياء -عليهم السلام- كانُوا إذا سمعُوا آيات الله؛ والمرادُ : الآياتُ التي تتضمنُ الوعد والوعيد، والتَّرغيبَ والتَّرهيب خروا سُجداً جمع ساجدٍ، وبكيًّا : جمع باكٍ خشُوعاً وخُضُوعاً، وحذراً وخوفاً.
قال بعضهم : المراد بالسُّجود : الصَّلاة.
وقال بعضهم : المراد : سجودُ التِّلاوة.
وقل : المرادُ بالسُّجود : الخضوعُ والخشُوع عند التِّلاوة.
قال -صلوات الله وسلامه عليه- :« اتلُوا القُرآنَ، وابْكُوا، فإنْ لَمْ تَبْكُوا، فَتَبَاكَوْا ».


الصفحة التالية
Icon