قوله :﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾ أدغم الأخوان، وهشام، وجماع لام « هَلْ » في « التاء ».
وأنشدوا على ذلك بيت مُزَاحِم العُقيليّ :
٣٦١٤- فَذَرْ ذَا ولكِن هَتُّعِينُ مُتَيَّماً | عَلى ضَوْءِ برْقِ آخِرِ اللَّيْلِ نَاصِبِ |
فصل
دلَّ ظاهر الآية على أنَّه- تعالى- رتب الأمر بالعبادة والأمر بالمصابرة عليها أنه لا سميّ له، والأقرب أنه ذكر الاسم وأراد هل تعلم له نظيراً فيما يقتضي العبادة والتي يقتضيها كونه منعماً بأصول ( النعم وفروعها، وهي خلق الأجسام، والحياة والعقل، وغيرها، فإنه لا يقدر على ذلك ) أحد سواه -سبحانه وتعالى- وإذا كان قد أنعم عليك بغاية الإنعام، وجب أن تعظمه بغاية التعظيم، وهي العبادة.
قال ابن عباس : هل تعلم له مثلاً.
وقال الكلبي : ليس له شريك في اسمه. وذلك لأنهم وإن كانوا يطلقون لفظ الإله على الوثن فما أطلقوا لفظ الله -تعالى- على شيء. قال ابن عباس : لا يسمة بالرحمن غيره. وأيضاً : هل تعلم من سمي باسمه على الحق دون الباطل، لأنَّ التسمية على الباطل كلا تسمية، لأنها غير معتد بها، والقول الأول أقرب.
قوله تعالى :﴿ وَيَقُولُ الإنسان أَإِذَا مَا مِتُّ ﴾ الآية. « إذَا » منصوب بفعل مقدر مدلول عليه بقوله تعالى :﴿ لَسَوْفَ أُخْرَجُ ﴾، تقديره : إذا مت أبعث أو أحياً، ولا يجوز أن يكون العامل فيه « أخْرَجُ » لانَّ ما بعد لام الابتداء لا يعمل ما قبلها قال أبو البقاء : لأن ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها ك « إنَّ » قال شعاب الدين : قد جعل المانع مجموع الحرفين، أما اللام فمسلم وأما حرف التنفيس فلا مدخل له في المنع، لأن حرف التنفيس يعمل كا بعده فيما قبله، تقول : زَيْداً سأضَرِبُ وسوف أضرب، ولكن فيه خلاف ضعيف، والصحيح الجواز، وأنشدوا عليه :
٣٦١٥- فَلَمَّا رَأتْهُ آمَناً هَانَ وجْدُهَا | وقَالَتْ أبُونَا سَوْفَ يَفْعَلُ |
قال أبو حيان : وما ذكر من أن اللام تعطي « معنى » الحال مخالف فيه، فعلى مذهب من لا يرى ذلك يسقط السؤال، وأما قوله : كما أخلصت الهمزة.