٣٨٩٦ - أَنَّ العِرَاقَ وأَهْلَهُ عُنُقٌ إلَيْكَ فَهَيْتَ هَيْتَا
وهذا قريب من معنى الأول، إلا أن هذا القائل يطلق « الأعناق » على جماعة الناس مطلقاً، رؤساء كانوا أو غيرهم.
الخامس : قال الزمخشري : أصل الكلام : فظلوا لها خاضعين، فأقحمت « الأعناق » لبيان موضع الخضوع، وترك الكلام على أصله كقولهم : ذهَبَتْ أهل [ اليمامة، كأن الأهل غير مذكور. قال شهاب الدين : وفي التنظير بقوله : ذهبت أهل اليمامة ] نظر، لأن ( أهل ) ليس مقحماً البتة، لأنه المقصود بالحكم، وأما التأنيث فلاكتسابه التأنيث ( بالإضافة ).
السادس : أنها عوملت معاملة العقلاء لمَّا أُسْنِدَ إليهم ما يكون فِعْل العقلاء، كقوله :« سَاجِدِينَ » و « طَائِعِين » في يوسف وفصلت.
وقيل : إنما قال :« خاضِعِينَ » لموافقة رؤوس الآي.
والثاني : أنه منصوب على الحال من الضمير في « أَعْنَاقُهُم » قال الكسائي وضعفه أبو البقاء، قال : لأن « خاضِعِين » يكون جارياً على غير فاعل « ظَلَّتْ » فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل، فكان يجب أن يكون : خاضعين هم.
قال شهاب الدين : ولم يجر « خاضِعِين » في اللفظ والمعنى إلا على من هُوَ له، وهو الضمير في « أَعْنَاقُهُمْ »، والمسألة التي قالها : هي أن يجري الوصف على غير من هو له في اللفظ دون المعنى، فكيف يلزم ما ألزمه به، على أنه لو كان كذلك لم يلزم ما قاله، لأن الكسائي والكوفيين لا يوجبون إبراز الضمير في هذه المسألة إذا أمن اللبسن فهو ( لا ) يلتزم ما ألزمه به، ولو ضعف بمجيء الحال من المضاف إليه لكان أقرب، على أنه لا يضعف؛ لأن المضاف جزء من المضاف إليه كقوله :﴿ مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً ﴾ [ الحجر : ٤٧ ].


الصفحة التالية
Icon