قوله :﴿ وَأَنجَيْنَا موسى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ﴾. والمعنى : أنه تعالى جعل البحر يبساً في حق موسى، حتى خرجوا عنه، وأغرق فرعون ومن معه، لأنه لما تكامل دخولهم في البحر انطبق الماء عليهم فغرقوا.
قوله :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ﴾ أي : إن في الذي حدث في البحر آية عجيبة من الآيات العظام الدالة على قدرة الله تعالى؛ لأن أحداً من البشر لا يقدر عليه وعلى حكمته، وكون وقوعه مصلحة في الدين والدنيا، وعلى صدق موسى لكونه معجزة له، وعلى التحذير عن مخالفة أمر الله ورسوله، وفيه تسلية للنبي - عليه السلام - لأنه قد يغتم بتكذيب قومه مع ظهور المعجزات عليه، فنبهه الله تعالى بهذا الذكر على أن له أسوة بموسى وغيره.
ثم قال :﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ أي : من أهل مصر. قيل : لم يكن من أهل مصر إلا آسية امرأة فرعون وحزقيل المؤمن، ومريم بنت ناموشا التي دلت على عظام يوسف - ( عليه السلام ) - ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز ﴾ في الانتقام من أعدائه « الرَّحيمُ » بعباده، لأنه تعالى أفاض عليهم أصناف نعمه، وكان قادراً على أن [ يهلكهم، فدل على كمال رحمته وسعة جوده وفضله.