ولو استشهدت ببسملتك لشهدت لي بالحقّ عليك، وشكت إلى الله وإلى النّاس مما نسبت من الإفك والبهتان إليك، إذا ألفاظها - وحاكي الكفر ليس بكافر - تنافي المعقول والمنقول، وتنافر :« بسم الب والابن وروح القدس، إله واحد »، وباطنها يقول :« ما سبح إلاّ بنور، الإله القدوس واحد »، وتقول : بسملوا بالقرآن، ووحّدُوا الله قبله العذاب، ونظرت في محصلها من العدد، فإذا جملته ستمائة وستة وتسعون، فإذا قلت : أُفٍّ لها بسملة ما نزّل اللَّه بها من سُلطَانٍ، وافقت المعنى وطابقت العدد، وكانت ستمائة وستة وتسعون، وكذلك ما عطفته عليها من الكلام، وهو :﴿ بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الإيمان ﴾ [ الحجرات : ١١ ] موافق للمعنى مطابق للعدد : ستمائة وستة وتسعون، وكذلك قولك :« لا بسملة بحقّ كبسملةِ المسلمين » ستمائة وستة وتسعون، وقد أجابتك البسملة بما لم تحط به خُبراً، وجاءتك بما لم تستطع عليه صبراً، على الأسلوب الذي تضمنته شريعتكم، فإنّي رأيت في إنجيلك وقد سَأَلَتْ بنو إسرائيل المسيح أن يُرِيهم آية، ليؤمنوا به وهو في بيت المقدس، فقال : تهدمون هذا الهيكل، وأنا أٌقِيمُه في ثلاثة أيام، فقالوا : بيت بني في خمسة وأربعين سنة، يقيمه في ثلاثة أيام!! وعلله في الإنجيل أنه أشار إلى هيكل نفسه الذي هو هيكل آدم، وحمله خمسة وأربعون وفي هذا ردّ عليهم ليس هذا موضعه.


الصفحة التالية
Icon