وقال السدي : لما أُخِذ من الماء كادت تقول : هو ابني، فعصهما الله.
وقال بعضهم : الهاء عائدة إلى الوحي، أي كادت تبدي بالوحي الذي أوحى الله إليها أنه يرُدُّهُ عليها. قوله :﴿ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ﴾ جوابها محذوف، أي لأبدت، كقوله :﴿ وَهَمَّ بِهَا لولاا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ [ يوسف : ٢٤ ] والمعنى : لولا أن ربطنا على قلبها بالعصمة والصبر والتثبت. ﴿ لِتَكُونَ مِنَ المؤمنين ﴾ متعلق ب « رَبَطْنَا »، والمعنى : لتكون من المؤمنين المصدِّقين بوعد الله، وهو قوله :﴿ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [ القصص : ٧ ].
قوله :﴿ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ ﴾ أي : قُصِّي أثر موسى، تتبَّعي أمره حتى تعلمي خبره : وكانت أخته لأبيه وأمه واسمها مريم. قال « فَبَصُرَتْ بِهِ » أي : أبصرتهُ، وقرأ قتادة « بَصَرَتْ » بفتح الصاد وعيسى بكسرها. قال المبرد : أبصرته وبصرت به بمعنى، وتقدم معناه في طه. و « عَنْ جُنُبٍ » في موضع الحال إمَّا من الفاعل أي : بصرت به مُسْتَخفيةً كائنةً عن جُنُبٍ، وإمَّا من المجرور أي : بعيداً منها.
وقرأ العامة « جُنُبٍ » بضمين وهو صفة لمحذوف، أي : عن مكان بعيد، وقال أبو عمرو بن العلاء : أي : عن شوقٍ، وهي لغة جُذَامٍ، يقولون : جَنَبْتُ إليك أي : اشتقت.
( وقرأ قتادة والحسن والأعرج وزيد بن علي بفتح الجيم وسكون النون )، وعن قتادة أيضاً بفتحهما، وعن الحسن « جُنْب » بالضم والسكون، وعن النعمان بن سالم « عَنْ جَانِبٍ » وكلها بمعنى واحد. ومثله الجِنَاب والجَنَابَة.
﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ جملة حالية، ومتعلق الشعور محذوف أي : أنها تَقُصُّه، أو أنه سيكُونَ لهم عدواً وحزناً، أو أنها أخته، أو أنها ترقبه.